نتيجة الحصر العددي لانتخابات الدائرة الثالثة بالإسماعيلية    أسعار مواد البناء في مصر اليوم.. الحديد والأسمنت    وزيرة التخطيط تستعرض تطور تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية    بشرى للعمالة غير المنتظمة في بداية العام الجديد 2026    زيلينسكي يشكر قادة الاتحاد الأوروبي على موافقتهم تقديم الدعم المالي لأوكرانيا    وزير الخارجية يؤكد لنظيره التنزاني أهمية التعاون والتكامل في نهر النيل لتحقيق المنفعة المشتركة    الجيش العراقي ينفذ إنزالا جويا في سوريا، ما القصة؟    الاحتلال يشن قصف جوى ومدفعى على خان يونس جنوب قطاع غزة    كأس عاصمة مصر.. الأهلي يبحث عن الفوز الأول من بوابة سيراميكا    الداخلية تضبط 20 شخصا من أنصار مرشحين بسبب التشاجر فى الإسماعيلية    النيابة تستدعي مدير ناد صحي بالمعادي نشب بداخله حريق هائل    مقدمة برنامج بقناة فضائية تتهم التيك توكر إنجي حماده بالاعتداء عليها    "ليلة الفن والحياة"، ساقية الصاوي تكشف أجندة احتفالاتها الاستثنائية لاستقبال 2026    بعد تكريمه من جامعة السوربون، تعرف على المشروع الفكري لمحمد عثمان الخشت ومؤلفاته    أستاذ لغويات: اللغة العربية تمثل جوهر الهوية الحضارية والثقافية للأمة    مصر تهدد بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مع السودان    السلام الملتهب في غزة: تحديات المرحلة الثانية من خطة ترامب    اللجنة العامة للدائرة الثالثة بمحافظة الإسماعيلية تعلن نتيجة الحصر العددي لأصوات الناخبين    تفحم 7 منهم.. كواليس مصرع وإصابة 11 شخصًا في حريق سيارة بالجيزة    حمد الله يعتزل اللعب الدولي بعد التتويج بكأس العرب    اليوم.. الأهلي يواجه سيراميكا كليوباترا في الجولة الثانية من كأس عاصمة مصر    المنتخب يخوض أولى تدريباته بمدينة أكادير المغربية استعدادا لأمم إفريقيا    سنن وآداب يوم الجمعة – وصايا نبوية للحياة اليومية    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    فضل الخروج المبكر للمسجد يوم الجمعة – أجر وبركة وفضل عظيم    أوبرا الإسكندرية تحيي ذكرى رحيل فريد الأطرش بنغمات ملك العود    من الإسكندرية إلى القاهرة والعكس، جدول كامل لمواعيد قطارات اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025    نائب وزير الإسكان يبحث التعاون مع شركة كورية متخصصة في تصنيع مكونات محطات تحلية المياه والصرف الصحي    ننشر الحصر العددي للدائرة السابعة في انتخابات النواب 2025 بالشرقية    مشاجرة عنيفة وألعاب نارية باللجان الانتخابية في القنطرة غرب بالإسماعيلية، والقبض على 20 متورطا    زيلينسكى: وفدنا فى طريقه إلى أمريكا لجولة جديدة من مفاوضات التسوية    العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتابع إجراءات تشغيل البالون الطائر بالأقصر    مستشار الرئيس للصحة: لا يوجد وباء والوضع لا يدعو للقلق.. والمصاب بالإنفلونزا يقعد في البيت 3 أو 4 أيام    الحصر العددي للدقهلية: تقدم عبدالسلام وأبو وردة والجندي ومأمون وشرعان    واشنطن تفرض عقوبات على سفن وشركات شحن مرتبطة بإيران    اللجنة العامة ببنها تعلن الحصر العددي لجولة الإعادة بانتخابات النواب 2025    مؤشرات أولية طبقا للحصر العددي، تقدم عيد حماد في دائرة حلوان والتبين والمعصرة    بالأرقام، الحصر العددي للدائرة الثامنة بميت غمر    نجاة الفنان وائل كفوري من حادث طائرة خاصة.. اعرف التفاصيل    بسبب خطأ.. إعادة فرز أصوات الناخبين في اللجنة الفرعية الرابعة بالدائرة الأولى بالزقازيق    عادل عقل: فيفا يحسم مصير برونزية كأس العرب بين السعودية والإمارات.. فيديو    كأس عاصمة مصر - إبراهيم محمد حكم مباراة الزمالك ضد حرس الحدود    رئيس الوزراء يرد على أسئلة الشارع حول الدين العام (إنفوجراف)    مش فيلم.. دي حقيقة ! شاب مصري يصنع سيارة فوق سطح منزله مع "فتحى شو"    بميزانية تتجاوز 400 مليون دولار وب3 ساعات كاملة.. بدء عرض الجزء الثالث من «أفاتار: نار ورماد»    مصطفى بكري: الطبقة المتوسطة بتدوب يجب أن تأخذ حقها.. وننقد حرصا على هذا البلد واستقراره    رحلة التزوير تنتهي خلف القضبان.. المشدد 10 سنوات ل معلم صناعي بشبرا الخيمة    تحرش وتدافع وسقوط سيدات| محمد موسى يفتح النار على صاحب محلات بِخّة بالمنوفية    محافظ القليوبية يستجيب ل محمد موسى ويأمر بترميم طريق بهادة – القناطر الخيرية    كونتي: هويلوند يمتلك مستقبلا واعدا.. ولهذا السبب نعاني في الموسم الحالي    غدا.. انطلاق ماراثون انتخابات نادي الرواد الرياضي بالعاشر    «قلبي اتكسر»| أب مفجوع ينهار على الهواء بعد انتهاك حرمة قبر نجلته    رئيس غرفة البترول: مصر تستهدف تعظيم القيمة المضافة لقطاع التعدين    هل يرى المستخير رؤيا بعد صلاة الاستخارة؟.. أمين الفتوى يجيب    اللجنة العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتفقد مطار الأقصر (صور)    عجة الخضار الصحية في الفرن، وجبة متكاملة بطعم خفيف وفوائد عديدة    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبطال نهاية الزمان
نشر في الصباح يوم 30 - 05 - 2017


الدجال.. وابن مريم.. والمهدى.. ويأجوج ومأجوج
الدجال هو «فرانكشتاين الختام» فى المسيحية والإسلام.. واليهود اختلفوا على حقيقته
اليهودية والمسيحية والإسلام أجمعوا على نزول المسيح.. وتفرقوا على وجهته بعد النزول
كل ديانة جعلت من المسيح بطلًا ونصيرًا ومثبتًا لها فى آخر الزمان.. والمهدى «السنيد»
ارتبط الحديث عن يوم القيامة بنزول عدد من الشخصيات التى ارتبطت قصصها بالديانات الثلاث والتى كان على رأسها «المهدى المنتظر، والمسيخ الدجال ويأجوج ومأجوج وعيسى بن مريم»، واختلفت رؤية الأديان الثلاثة من حيث وصف كل شخصية من هؤلاء وذكر تفاصيل نزوله.
نزول عيسى
هناك بعض الاختلافات فى الاعتقاد بنزوله، فاليهود ينتظرون مسيحًا جديدًا يجدد ملك إسرائيل، ولذلك يسعون لتحقيق هذه الأمنية سعيًا ماديًا يناسب الملك، والنصارى ينتظرون مجيء المسيح فى ملكوته وصليبه ليدين العالمين ويحاسبهم على نحو ما يعتقد المسلمون فى الآخرة، والمسلمون يعتقدون أن المسيح ينزل فى آخر الزمان فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويقيم الشريعة الإسلامية ويصلى مأمومًا وراء أحد أئمة المسلمين، ليظهر أن الدين عند الله الإسلام، إلا أن الديانات الثلاثة أجمعت على نزوله.. وتنتظره.
فاليهودية تقول إن مسيحًا جديدًا سيأتى، لذا يحاولون طوال الوقت تعظيم ملكهم والتوسع بحسب اعتقادهم، حسب النصوص التى جاءت باليهودية منها «.. وَيَكُونُ فِى ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِى بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّورَ، وَمِنْ مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ. وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّى إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِى يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ. فَيَزُولُ حَسَدُ أَفْرَايِمَ، وَيَنْقَرِضُ الْمُضَايِقُونَ مِنْ يَهُوذَا. أَفْرَايِمُ لاَ يَحْسِدُ يَهُوذَا، وَيَهُوذَا لاَ يُضَايِقُ أَفْرَايِمَ. وَيَنْقَضَّانِ عَلَى أَكْتَافِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ غَرْبًا، وَيَنْهَبُونَ بَنِى الْمَشْرِقِ مَعًا. يَكُونُ عَلَى أَدُومَ وَمُوآبَ امْتِدَادُ يَدِهِمَا، وَبَنُو عَمُّونَ فِى طَاعَتِهِمَا. وَيُبِيدُ الرَّبُّ لِسَانَ بَحْرِ مِصْرَ، وَيَهُزُّ يَدَهُ عَلَى النَّهْرِ بِقُوَّةِ رِيحِهِ، وَيَضْرِبُهُ إِلَى سَبْعِ سَوَاق، وَيُجِيزُ فِيهَا بِالأَحْذِيَةِ. وَتَكُونُ سِكَّةٌ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ الَّتِى بَقِيَتْ مِنْ أَشُّورَ، كَمَا كَانَ لإِسْرَائِيلَ يَوْمَ صُعُودِهِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».
أما فى اليهودية فتحدث التلمود عنه، فقال: «سيأتى المسيح الحقيقى، ويحصل النصر المنتظر، ويقبل المسيح حينئذ الهدايا من كل الشعوب، ويرفض هدايا المسيحيين، وتكون الأمة اليهودية آنذاك فى غاية الثروة، لأنها حصلت على جميع أموال العالم، فطيرًا وملابس من الصوف وقمحًا، وفى ذلك الزمن ترجع السلطة إلى اليهود، وجميع الأمم تخدم ذلك المسيح، وسوف يملك كل يهودى ألفين وثلاثمائة عبد لخدمته، ولن يأتى المسيح إلا بعد اندثار حكم الشعوب الخارجة عن دين بنى إسرائيل».
ويتحدث التلمود عن الحرب التى ستشغل فى زمن غير بعيد من قدوم المسيح، «قبل أن يحكم اليهود نهائيًا، يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتى المسيح الحقيقى ويحقق النصر القريب لهؤلاء اليهود».. وبموجب التوراة يعتقدون بقدوم المسيح الذى يحكم العالم كله بعد فترة من الاضطرابات والحروب والفتن، لأن المسيح حسب اعتقاد اليهود مهمته العالمية خلاص الشعب (اليهودى) وحكم العالم بشريعة صهيون.
وشرح التلمود أن هذا المسيح سيكون من نسل داوود، ويكون خروجه قبل قيام الساعة، أى قبل الأيام الأخيرة للعالم، وعند خروجه سيحارب أعداء إسرائيل، ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية يعنى التوراة والتلمود».
فى المسيحية والإسلام
أما المسيحيون فيعتقدون أن مجىء يسوع المسيح الثانى حدث مهم جدًا، وسوف يفاجأ كل العالم به، وأن مجيئه الثانى أكيد كمجيئه الأول، فمجىء المسيح الأول كان لخلاص البشر بموته كفارة على الصليب من أجلهم، أما قدومه الثانى فسيكون للدينونة؛ إذ إنه سيدين العالم أجمع حينئذ.. ومن الإنجيل: «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِى. فِى بَيْتِ أَبِى مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّى كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِى لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِى أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ».
فى الإسلام وبحسب ما جاء فى الحديث الشريف: «حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حكمًا عَادِلاً فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلاَصُ فَلاَ يُسْعَى عَلَيْهَا»، والقلاص (جمع قلوص)، وهى من الإبل كالفتاة من النساء والحدث من الرجال، ومعناه: أن يُزهد فيها ولا يرغب أحد فى اقتنائها لكثرة الأموال.
من جانبه قال الدكتور سيد زايد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر «نزول المسيح مرتبط بآخر الزمان، ولم تظهر العلامات الكبرى التى تسبقه حتى الآن، وسينزل فى المنارة البيضاء بدمشق فى آخر الزمان، وسيصلى مأمومًا فى صلاة ظهر أو عصر، وفيما يتعلق بالتباين بين الديانات بشأن نزول سيدنا عيسى». وأوضح أن لكل ديانة اعتقادها الخاص وأنه يجب العمل على أن يعد كل إنسان للساعة بدلًا من الانشغال بعلاماته.

المهدى
هو شخصية باهتة، وردت فى الكتب السماوية، لأنه أشبه ببطل ثان أو «سنيد»، بعد المسيح، فكلاهما يظهر لينصر العدل ويقتص من الشر.. ويأخذ المهدى صفة تلى اسمه هى «المنتظر» عند المسلمين السنة، وهو عندهم من أشراط الساعة خروج المهدى آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلًا، كما ملئت جورًا وظلمًا، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال.. وجاءت السنة ببيان اسمه وصفته ومكان خروجه، ومنها ما رواه أحمد والترمذى وأبو داود، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا تذهب أو لا تنقضى الدنيا حتى يملك العرب رجلًا من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى»، وفى رواية لأبى داود: «يواطئ اسمه اسمى، واسم أبيه اسم أبى». والحديث قال عنه الترمذى: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألبانى.
وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج فى آخر أمتى المهدى، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطى المال صحاحًا، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا أو ثمانيًا. يعنى حججًا» رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبى، وقال عنه الألبانى فى سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات.
أما «مهدى الشيعة» فدوره فى العقيدة أكبر، فيعتبرونه الإمام الثانى عشر من نسل على بن أبى طالب، وأنه اختبأ طفلًا وما زال حيًا حتى ظهوره آخر الزمان، وعلى خلاف السنة، فإن الإيمان بالمهدى أساس فى عقيدة الشيعة.
مهدى التوراة
كذلك يعتقد اليهود أن المخلّص الموعود هو من بنى إسرائيل، وأنه من نسل النبى داوود، وقالوا إن هذا المخلّص والذى سموه المسيح سوف يخرج فى آخر الزمان، فيقيم العدل ويُصلح ما فسد من أخلاق الناس وسلوكياتهم، وتنعم الأرض بعد مجيئه بالخير والبركات.
ولم يحدد اليهود معالم شخصية هذا المخلص ولا مكان ظهوره، كما أحاطوه بالغموض واكتفوا بالقول إنهم ينتظرون هذا المخلّص ليكشف هو عن نفسه عند ظهوره، وهذا الموقف من اليهود له أسبابه الخاصة الكامنة فى أنفسهم، لأن ما جاء فى أسفارهم لا يتفق مع رغباتهم وأهوائهم فى كون هذا المخلّص يعود إليهم نسبًا، فهم يجدون نصوص أسفارهم تُعيّن شخصيةً لا تمت إليهم بصلة، لا من الناحية العقائدية ولا من الناحية النسبية، فهو ابن النبى الموعود فى آخر الزمان الذى تدين جميع البشرية بدينه، ويكون هذا النبى من نسل إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وليس من نسل إسحاق كما كانوا يتمنون، فتعمدوا إخفاء الكثير من معالم هذه الشخصية وأحاطوها بالرموز والكنايات كى لا يتعرف عليها غيرهم من الأمم.
مُخلِّص المسيحية
أما المسيحيون فيعتقدون أن المهدى المنتظر هو نبى الله عيسى (المسيح) ويستشهدون ببعض الأسفار منها: أشعياء 59 وتفسير سفر أشعياء، آية (21) «أما أنا فهذا عهدى معهم، قال الرب روحى الذى عليك وكلامى الذى وضعته فى فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك ولا من فم نسل نسلك، قال الرب من الآن وإلى الأبد».
ولقد أوضح الشيخ سيد زايد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن بعض الفرق أو الطوائف تستغل علامات نزول المهدى المنتظر فى الحياة السياسية من أجل أن تروج لنفسها أنها على صواب، وأنه على سبيل المثال ما يعتقده الشيعة أن الإمام المهدى موجود ومختبئ ويراقب الأحداث وأنه محمد بن الحسن العسكرى الإمام الثانى عشر وهم يحاولون طوال الوقت أن يظهروا أنهم على حق وأنهم ينتظرون ظهوره ليقودهم.
المسيخ الدجال
بحسب النصوص المقدسة بكل ديانة، فإن المسيخ الدجال هو الشخصية الشريرة أو فرانكشتاين، الذى سيصل بعقدة الصراع الدنيوى إلى نهايتها، وهناك عدة أحاديث نبوية، أشارت إلى ظهور المسيخ الدجال قبل نهاية الزمان، بل واعتبر إحدى العلامات الكبرى ليوم القيامة، ومنها أحاديث وصفت شكله مثلما جاء عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنِّى قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ»، رواه أبو داود.
وعن فتنة المسيخ الدجال، ما جاء فى حديث عمران بن حصين، رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ» رواه مسلم.
ونلاحظ من الروايات والأحاديث السابقة، أن فى بعضها وصف عينه اليمنى بالعور وفى بعضها وصف عينه اليسرى بالعور، وكل الروايات صحيحة، وقد جمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات، فقال القاضى عياض: «عينا الدجال كلتيهما معيبة، لأن الروايات كلها صحيحة، وتكون العين اليمنى هى العين المطموسة والممسوحة، والعوراء: أى الطافئة – بالهمز- التى ذهب نورها، كما فى حديث ابن عمر».
وتكون العين اليسرى: التى عليها ظفرة غليظة وطافية - بلا همز - معيبة أيضًا، فهو أعور العين اليمنى واليسرى معًا، فكل واحدة منها عوراء أى معيبة، فإن الأعور من كل شىء المعيب، لا سيما ما يختص بالعين، فكلتا عينى الدجال معيبة عوراء، إحداهما بذهابهما والأخرى بعيبها.
الخروج
أما عن أماكن خروج المسيخ الدجال، فقد تنبأ البعض بخروجه من جهة المشرق من خراسان، من يهودية أصبهان، ثم يسير فى الأرض فلا يترك بلدًا إلا دخله، إلا مكة والمدينة، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما.
ووردت عدت أحاديث نبوية فى هذا الشأن، ففى حديث فاطمة بنت قيس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى الدجال: «إِنَّهُ فِى بَحْرِ الشَّاْمِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ لا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، مَا هُوَ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ» رواه مسلم.
وعن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال : حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ» رواه الترمذى.
وشرحت بعض الأحاديث أن هناك أماكن بعينها لا يدخلها المسيح الدجال، حيث حرم عليه، دخول مكة والمدينة حين يخرج فى آخر الزمان، لورود الأحاديث الصحيحة بذلك، وأما ما سوى ذلك من البلدان فإن الدجال سيدخلها واحدة تلو الأخرى؛ حيث جاء فى حديث فاطمة بنت قيس رضى الله عنها أن الدجّال قال: «وَإِنِّى أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِى فِى الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِى الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَىَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِى مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِى عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا»، رواه مسلم.
أيضًا ثبت أن المسيح الدجال لا يدخل مسجد الطور، والمسجد الأقصى، فروى الإمام أحمد من حديث جنادة بن أبى أمية الأزدى قال: أتيت رجلاً من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فقلت له: حَدِّثْنِى حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى الدَّجَّالِ، فذكر الحديث وقال: «وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَرِدُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ إِلا أَرْبَعَ مَسَاجِدَ؛ مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ وَالطُّورِ وَمَسْجِدَ الأَقْصَى».
وهناك عدة نصوص وردت فى الإنجيل خاصة بظهور المسيح الدجال ووصفه؛ ففى رؤيا يوحنا - إصحاح 13 : 1- 8 يقول الكتاب: «ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ. وَالْوَحْشُ الَّذِى رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا. وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِى أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ : «مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْش مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ» وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِى السَّمَاءِ. وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ. 8فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِى سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِى ذُبِحَ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ.
وعلى جانب آخر هناك ثلاثة مذاهب يهودية هى المحافظة والأرثوذكسية والإصلاحية، حيث تتفق كل من المحافظة والأرثوذوكسية بفكرة قدوم المسيخ الدجال، بينما اليهودية الإصلاحية تنفى أن يكون هناك مسيح قادم ولكن البعض منهم يؤمنون بهذه الفكرة.
يأجوج ومأجوج
يعد ظهور يأجوج ومأجوج إحدى العلامات الأساسية لاقتراب يوم القيامة، وقد ورد ذلك فى عدد من الأحاديث النبوية، روى مسلم فى صحيحه، قال حدثنا وهيب، حدثنا عبدالله بن طاووس عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد وهيب بيده تسعين».
وعن حذيفة الغفارى رضى الله عنه قال «اطلع النبى صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذكرون، قال نذكر الساعة، قال إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم».
فى الوقت ذاته ظهرت بعض الآيات فى الإنجيل تشير لظهور يأجوج ومأجوج، حيث قيل فى الإنجيل «ويخرج ليضل الأمم الذين فى أربع زوايا الأرض يأجوج ومأجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر».
أما فى التوراة فورد فى سفر حزقيال ما يلى، الإصحاح 39 «وأنت يا ابن آدم تنبأ على يأجوج وقل هكذا قال السيد الرب هانذا عليك يأجوج.... وأردك وأقودك وأصعدك من أقاصى الشمال وآتى بك إلى جبال إسرائيل وأضرب قوسك من يدك اليسرى وأضرب سهامك من يدك اليمنى فتصير مأكلًا لكل نوع ولحوش الحقل وأرسل نارًا على مأجوج وعلى الساكن فى الجزائر».
ثم يتابع، «ثم أعطى هناك موضعًا للقبر فى إسرائيل ووادى عباريم بشرقى البحر فيسد نفس العابرين وهناك يدفنون ويسمونه وادى جمهور جوج».
رأى الدين
فى السياق ذاته أوضح الدكتور عادل المراغى، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، وإمام مسجد النور بالعباسية، أن الأحاديث النبوية التى تناولت ظهور المسيخ الدجال أحاديث صحيحة ومعترف بها، خاصة التى وردت فى صحيحى البخارى ومسلم، وكذلك هناك آيات قرآنية تؤكد ظهور المسيخ الدجال فى آخر الزمان كعلامة من علامات الساعة.
وأشار المراغى، أن ظهور المسيخ الدجال ويأجوج ومأجوج غيبيات مسلم بها وعلى المؤمنين جميعًا الاعتراف الكامل بها والإيمان اليقينى بها أيضًا، كونها مسلمات من نكرها فقد كفر.
وأضاف، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن النصوص التى وردت فى هذا الشأن فى الكتب المقدسة «الإنجيل والتوراة»، فيما يخص المسيخ الدجال صحيحه هى الأخرى، فجميع الأديان السماوية تنبأت بظهور المسيخ الدجال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.