لقي عنصر إرهابي خطير مصرعه في اشتباكات بين مسلحين ووحدات عسكرية بمدينة القصرين التونسية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، بلحسن الوسلاتي، إن هناك عملية عسكرية متواصلة منذ الإثنين في جبل سلوم بمدينة القصرين، وسط غرب تونس. وأضاف الوسلاتي، في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام التونسية الثلاثاء الموافق 22 مايو، أن إصابات مؤكدة لحقت بعناصر مسلحة خلال تبادل إطلاق النار، بينما لم تحدث إصابات في صفوف الجيش. وأشار إلى أن المسلح الذي تم القضاء عليه بجبل السلوم، هو حمدي بن محمد الطاهر الطرابلسي، من مواليد 1986. وتابع أن المسلح التحق بمجموعة "جند الخلافة" بجبل المغيلة منذ عام 2015، مضيفا أنه تم العثور بحوزته على حقيبة ظهر تحتوي على مؤون ومنظار نهاري و5 خراطيش عيار 7.62 مم. وتنظيم "جند الخلافة"، هو فرع تنظيم داعش الإرهابي في تونس، ويتركز نشاطه في جبال المغيلة وسمامة والسلوم بمحافظتي القصرين وسيدي بوزيد وسط غرب تونس، وهي مناطق وعرة ذات غابات كثيفة تصعب مراقبتها في بعض الأحيان من قبل أجهزة الأمن، ولا يعرف العدد الحقيقي لعناصر هذه المجموعة، لكن التقديرات الأمنية تشير إلى أنهم بين 20 و35 عنصرا من الجنسيتين الجزائريةوالتونسية. وظهرت هذه الجماعة الإرهابية عام 2014 في الجزائر، حين انشقت عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وبايعت تنظيم داعش وزعيمه أبو بكر البغدادي، واتخذت من الجبال الشرقية في الجزائر على الحدود مع تونس مجالا لنشاطها، قبل أن تتوسع نحو الأراضي التونسية بعد أن نجحت في استقطاب عناصر متشددة تونسية، واستفادت من الأسلحة الليبية عبر تهريبها عن طريق مسالك جبلية وصحراوية اكتشفتها قوات الأمن لاحقا. وبعد أشهر من التدريب والتخطيط والتمركز، بدأت المجموعة في تنفيذ عملياتها في وسط وغرب تونس مع بداية عام 2015 عندما تبنت عملية ذبح أحد رجال الأمن بمحافظة زغوان خلال عودته إلى منزله، قبل أن تعلن مسئوليتها عن الهجوم الدامي الذي استهدف متحف باردو في مارس 2015 والذي خلّف مقتل 21 سائحا وجرح 47 آخرين، وبعد أقل من شهر شنّت هجوما على دورية عسكرية في معتمدية سبيبة من محافظة القصرين أسفر عن مقتل 5 عسكريين وإصابة 8 آخرين. كما نفذت عناصر هذه المجموعة في يوليو 2015 هجوما على دورية أمنية قرب محافظة سيدي بوزيد وسط تونس، وقتلت عنصرين من قوات الأمن، وذلك قبل يوم فقط من الهجوم الدامي الذي استهدف مدينة سوسة السياحية، وقتل خلاله 38 سائحا أغلبهم من البريطانيين، كما أعلنت مسئوليتها عن تفجير حافلة الحرس الرئاسي وسط العاصمة تونس، وقتل خلاله 12 عنصرا أمنيا. وحسب تقرير نشرته قناة "العربية"، في فبراير الماضي، شهدت العمليات الإرهابية لهذه الجماعة الدموية، تحولا خطيرا وأصبحت تستهدف المدنيين. وتعد المباغتة والعمليات الانتحارية والتفجيرية الفردية أبرز الأساليب التي يعتمدها هذا التنظيم لتنفيذ هجماته الإرهابية، إضافة إلى اعتماده على الاستعراض بعد كل عملية إرهابية دموية كالذبح، من خلال نشر صور وفيديوهات القتل بهدف إثارة الخوف والرعب، وما يميّز هذه الجماعة. ورغم تلقيها عدة ضربات، قتل فيها مؤسسها سيف الدين الجمالي وأغلب عناصرها، سواء من قبل قوات الأمن التونسية أو الجزائرية، واعتقال أغلب قيادييها، فإن هذه المجموعة لا تزال تشكل تهديدا على الأمن التونسي، حسب ما أكده وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي مؤخرا. وقال الزبيدي خلال جلسة استماع له من طرف لجنة الأمن والدفاع في البرلمان التونسي في فبراير الماضي، إنه تم تسجيل تحركات للعناصر الإرهابية بمرتفعات محافظات القصرين والكاف وجندوبة، وتتوارد المعلومات حول تخطيط هذه العناصر لتنفيذ عمليات نوعية تستهدف المنشآت والتشكيلات الأمنية والعسكرية والمنشآت الحيوية بالبلاد، كرد فعل على الخسائر التي تكبدها الإرهابيون إثر الضربات العسكرية والأمنية الأخيرة التي استهدفتهم. وفي 28 فبراير الماضي، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها أدرجت "جند الخلافة" ضمن قائمة الإرهاب.