الإنشاد الدينى فن يمزج بين روحانيات العقيدة والفن، ويرتبط فى أذهان كثيرين بالغناء والأناشيد المرتبطة بمدح النبى محمد صلى الله عليه وسلم. وتعد مصر هى أول دولة فى العالم عرفت الإنشاد الدينى، وهو الإنشاد المصاحب للطقوس والعبادات وإقامة الشعائر والصلوات داخل المعابد عبر مجموعة من الترانيم تستند إلى نصوص دينية، وفيما بعد عرفت العصور الإسلامية فن الإنشاد الدينى وازدهر فى العصر الأموى، حيث اشتهر البعض بغناء هذا النوع من الإنشاد ومنهم «إبراهيم بن المهدي، أبو عيسى صالح» وتطور هذا الفن فى العهد الفاطمى، خاصة مع اهتمام الفاطميين بإقامة الاحتفالات، فى المناسبات والمواسم الدينية المختلفة ومنها الاحتفالات الخاصة بمولد رابع الخلفاء الراشدين على بن أبى طالب، وولديه «الحسن والحسين» وعقيلة آل البيت «السيدة زينب»، وفى هذا العصر تحديدا اتخذ الإنشاد الدينى منحى مختلفا مع تكاثر فرق الصوفية. وظهر منشدون ذاعت شهرتهم خاصة من أتباع الصوفى جلال الدين الرومى، وعلى مدار العصور اللاحقة وحتى الآن تواصل فن الإنشاد الدينى، خاصة فى الليالى الرمضانية والمناسبات الدينية كما يقول «صلاح أحمد- 22عام- طالب بإعلام الأزهر» والذى أسس مع مجموعة من الشباب والفتيات فرقة للإنشاد الدينى حملت اسم «أعلام المصطفى»، أقامت حفلات عديدة، سواء حفلات التخرج، أو تلك التى أقيمت فى بعض الأندية، أو حفلات الربع الثقافى. ويقول: «فريقنا الغنائى يقدم لونا مختلفا فى ساحة الإنشاد الديني، تناول تراثا مختلفا من دول متعددة «الجزائر، المغرب، سوريا، إضافة إلى التأثر بالموشحات الأندلسية، مشيرا إلى أنهم شكلوا هذا الفريق المتخصص فى الإنشاد الدينى فى بداية شهر يناير الماضي، حيث يضم الفريق قسمين، شباب وفتيات، وكليهما يضم مجموعة من المتميزين فى فن الإنشاد الديني، الذين نالوا إعجاب نقيب المنشدين الشيخ محمود التهامي، مضيفا أن الفرقة سوف تحتفى بشهر رمضان المبارك من خلال مجموعة من الحفلات التى تقيمها على مدار الشهر وتختتم بالليلة الكبيرة «ليلة القدر».