الحديث عن «محمد صلاح» يطول إلى الحد الذي من الممكن معه، أن ينفذ شحن بطارية الفانوس ولا ننتهي، لذا دعونا نختصر الكلام من هناك من «حارة اليهود»، مفارقة غريبة أليس كذلك؟، لكن الأغرب أن بعض الشباب أطلقوا على فانوس محمد صلاح «الفانوس السحري»، وعلى وتيرة خفة ظل المصريين كثرت التعليقات فمنهم من قال أن صلاح «دعك الفانوس» وحينما خرج «عفركوش» طلب منه 7 طلبات وهي: ألا يلعب في الأهلي والزمالك، أن يحترف في الخارج، أن يلعب في ليفربول، أن يحصل على بطولة دوري الأبطال، أن يحصل على الحذاء الذهبي، ومصر تصل للدور الثاني في كأس العالم، ومع كثرة «القفشات والتطلعات والأمنيات» أتى صوت الحكمة، صوت مصر الرزين، وهو أن نجاح «صلاح» منحة من السماء للفقراء والمكافحين، ليكون ابن الطبقة الفقيرة مثالا وقدوة لغيره من الشباب، ذلك الذي استقل القطار يبحث عن حلمه فأغلقت أمامه الأبواب هنا، فلم ينكسر بل راهن على صعود الطائرة، وأصر أن يأت بالحلم من بعيد من هناك، فرحة الناس بصلاح كبيرة لأنه ربيب البيوت الطينية وأقدامه تحمل ثرى الأرض الطيبة، فوز محمد صلاح يعطي درسا للبائسين الكامدين على حلمهم بأن ميزان السماء لن يختل، وأن عليك السعي وإدراك النتائج على الله، دعك من كل شئ.. فقط تذكر أن فرعونا صغيرا خرج من إحدى قرى الغربية بملابس رياضية ربما ابتاعها من سوق شعبية، ليقف على منصة أعظم إمبراطورية وينحني له العالم تبجيلا.. فتشبسوا بالأمل وطهارة القلوب فما زال في الإمكان صنع أمل جديد.