على إحدى درجات السلم الخشب المرتفعة، وفى إحدى الزوايا المعتمة، تجلس نورة فى سكون، تضع أمامها قفصا خشبيا، أعلاه عدد من أكياس المناديل، وبجوارها يجلس صغيران فتاة فى الخامسة من عمرها وطفل فى الثالثة، يعتريهما ما يعترى أمهما من السكون، فهما النور الذى ترى من خلاله الطريق. تقول «نورة.أ.ك»: «زوجى كفيف مثلى، غير أنه مصاب بكسر فى قدمه، ولا يستطيع الحركة، ولى منه ثلاثة أبناء، استطعنا بفضل الله أن ندخل الكبرى المدرسة هذه السنة، ولكننا نعانى فى الإنفاق على مستلزماتها وملابسها وملابس أختها الصغرى وأخيها الأصغر». وتتابع نورة: «لا أحد يعولنا، وكل ما نتمناه أن يساعدنا أحد فى تربية أبنائنا، أو معاش نقتات منه أنا وزوجي، فنحن لا يعولنا أحد وليس لنا غير الشارع مأوى».