جان بول سارتر، رائد مذهب الوجودية الفلسفي، فيلسوف فرنسي وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي، بدأ حياته العملية أستاذا للفلسفة. سارتر، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأحد، كانت قد جمعت بينه وبين الأدبية والفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بفوار صداقة تحولت تدريجيا لعلاقة حب قوية أنتجت مادة من الرسائل الأدبية التي تعبر عن العاطفة بطريقة مثيرة وعجيبة، ولم تكن علاقتهما تشبه العلاقات والثنائيات التي جمعت بين شخصيات أدبية في تاريخ الحركة الثقافية العالمية، فقد أحبا بعض ولم يرتبطا بزواج بل عاشا حياة فكرية عاطفية دامت لمدة طويلة، وكانت العلاقة تقوم على الصدق ومحاولة الاستمتاع بصخب الحياة خاصة وأنهما يحبان العزلة والغرابة. وعندما سئلت عن سارتر قالت سيمون: "إنني صديقته الحقيقية الوحيدة التي تفهمه وتمنحه السلام والتوازن، لا أستطيع التخلي عنه بتاتا وقد أتخلى عنه لفترات طويلة أو قصيرة ولكن لا أستطيع أن أكرس حياتي كاملة لرجل آخر غيره". ومن رسائله المميزة التي أرسلها لها: "فتاتي الصغيرة العزيزة، لوقت طويل انتظرتُ أن أكتب لكِ، في المساء بعد واحدة من تلك النُزهات مع الأصدقاء التي سأصفها عن قريب في "هزيمة"، ذاك النوع حيث يكون العالم لنا، وقد أردتُ أن أُحضر لكِ فرحة المُنتصر وأضعها تحت قدميكِ كما فعلوا في عهد ملك الشمس، ولكنَّني عندما أتعبُ من الصراخ أذهب دائمًا للنوم، واليوم أنا أقوم بهذا لأشعر بلذَّة لا تعرفينها بعد، لذَّة التحوُّل فجأة من الصداقة للحُب، من القوَّة للرقَّة؛ هذه الليلة أُحبِّكِ بطريقة لم تعرفيها بي بعد، فأنا لستُ مُتعبًا من السفر ولا ملفوف برغبتي بحضورك، أنا أحترف حُبِّي لكِ وأحوِّلُه داخلي كجزء مُتأصِّل منِّي؛ يحدُث هذا أكثر بكثير مما أعترف به لكِ ولكن نادرًا وأنا أكتبُ إليكِ، حاولي أن تفهميني؛ أنا أُحبِّكِ بينما أنتبه للأشياء الخارجيَّة، أحببتكِ ببساطة في تولوز، والليلة أُحبُّكِ كمساء ربيعي، أُحبُّكِ والنافذة مفتوحة، فأنتِ لي والأشياء لي ولكنَّ حُبِّي لكِ يُعدِّل الأشياء حولي وتُعدِّل الأشياء حولي حُبِّي لكِ". وقد اشتهر جان بول سارتر بغزارة إنتاجه الإبداعي، فكتب الرواية والمسرح والفلسفة ومن أهم أعماله "تعالى الأنا موجود"، "التخيل" عام 1963، و"تخطيط لنظرية الانفعالات" عام 1939،" الخيالي" عام 1940، و"الوجود والعدم عام" 1943، و"الوجودية مذهب إنساني" عام 1946، و"نقد العقل الجدلي" عام 1960. توفى سارتر في 15 أبريل عن عمر يناهز 75 عاما في مستشفى بروسية بباريس بعد إصابته بأزمة قلبية، ودفن في مقبرة مونت بارناس بباريس" الحى 14"، بعد أن هرع 50 ألف شخص إلى شوارع باريس للسير في موكب الدفن ولإعطائه التكريم المناسب لشخصه.