الكنيسة تقرأ فصلًا من الإنجيل فى كل زاوية من الزوايا الكنسية لسببين، الأول للدلالة على انتشار الإنجيل فى كل أقطار الأرض الأربعة، والثانى لأن كلا من الأناجيل الأربعة روى خبر دخول الرب يسوع أورشليم، فهى تقرأ فى كل جهة فصلًا منها إشارة إلى أن بناء المسيحية يشيد على هذه الأعمدة الأربعة، وبالتالى على يسوع نفسه حجر الزاوية الذى نادى بها الرسل فى كل مكان وتنشد به الكنيسة الآن وإلى نهاية الزمان. يبدأ الاحتفال بأحد السعف مساء السبت الذى تطلق عليه الكنيسة «سبت لعازر» بشراء سعف النخل وأغصان من الزيتون، ويزينوها على شكل صليب، وإن كان الأب البطريرك أو المطران أو الأُسقف حاضرًا، يتقدّمه الشمامسة والكهنة وهم يحملون الشموع فى أيديهم مع سعف النخل وأغصان الزيتون. وخلال عشية عيد أحد الشعانين توجد إبصالية- إحدى الصلوات الكنسية- خاصة بالعيد وتقال بلحن الفرح، كما يوجد طرح يقال خاص بالشعانين، وتبدأ الصلوات يرفع الكاهن بخور عشية وإن كان يوجد أيقونة للشعانين فيوقدون الشموع ويمضون نحوها وهم يرتلون لحن الشعانين. ورتبت الكنيسة عدة صلوات لها طابع خاص بأحد الشعانين؛ حيث نظمت تسبحة نصف الليل لعيد أحد الشعانين، ورفع بخور باكر عيد أحد الشعانين، والطواف داخل الهيكل وبعد انتهاء الدورة يقول الكاهن أوشية الإنجيل ويطرح المزمور قبطيًا ثم يقرأ الإنجيل قبطيًا وعربيًا. وتختتم الكنيسة بصلاة التجنيز العام، والغرض من عمل التجنيز العام فى هذا اليوم هو خشية أن يموت أحد من الشعب فى أسبوع الآلام فلا يجب رفع بخور إلا فى يومى الخميس والسبت، فهذا التجنيز فى الأربعة أيام التى لا يجب رفع بخور فيها، بل إذا انتقل أحد من الشعب يحضرون به إلى البيعة وتقرأ عليه الفصول التى تناسب التجنيز دون رفع بخور. وأمرت الكنيسة أن تصلى صلاة التجنيز على إناء عادى به ماء ويرش منه على المصلين، غير أن العامة لجهلهم السبب الذى لأجله تصلى الكنيسة على هذا الماء يظنون أنه لتكريس السعف، ويحدثون ضوضاء عظيمة، والواقع أنه لا يوجد فى طقس الكنيسة نظام لتكريس السعف برشه بالماء.، وقد أوضحت بعض الكتب الطقسية أنه يجب على كل الشعب المسيحى من رجال ونساء وشباب وشابات أن يحضر هذا التجنيز العام. دورة الشعانين فيها يطوفون الكنيسة ويرفعون البخور، ويقرأون أجزاء من المزامير وفصولًا من الأناجيل التى تحوى خبر دخول المسيح أورشليم، وعددها اثنى عشر فصلًا، وبعد كل فصل مرد خاص ثم مرد الشعانين «أوصنّا»، أمَّا أماكن الطواف فتكون أمام باب الهيكل الكبير، أيقونات العذراء، البشارة، الملاك ميخائيل، مار مرقس، وشفيع الكنيسة، الباب البحرى والقبلى للكنيسة. أيقونة الشعانين تتميّز أيقونة الشعانين بطابع الاحتفال والانتصار، فمنظر أورشليم البهيّ غالبًا ما يكون باللون الأحمر أو الأبيض، وألوان الثياب المنثورة على الطريق يضفى على الأيقونة طابع البهجة. وفى الأيقونة يبدو المسيح جالسًا على جحش يحنى رأسه إلى الأرض، ورجليه فى اتجاه واحد، وتهدف إلى توضيح تواضع المسيح ووداعته وهو يُبارك شعبه، ورأسه ملتفت إلى خلف باتّجاه تلاميذه الذين يتبعونه. وأيضًا يرمز الحيوان إلى بهيمية الأمم التى رفعها السيد وجعلها تسمو، بينما فى أكثر الأيقونات الغربية يركب مثل الفارس على حصانه، وهذا يبدو واضحًا فى الكثير من الأيقونات الروسيّة؛ حيث يُستعاض عن الجحش بالحصان، لأنّ الجحش لم يكن حيوانًا معروفًا فى تلك البلاد. أمَّا الأطفال فتبدو عليهم علامات الفرح، وعيونهم مع حضور الرب تدعو للتمثّلْ بطُهرهم البريء وفى أيديهم يحملون سعف النخل وأغصان الزيتون، فقديمًا كانوا يستقبلون الملوك عند عودتهم من الحرب ظافرين، ولذلك استقبل الشعبُ المسيحَ الراكب على جحش على أبواب أورشليم كغالب للموت، وساحق للخطية ومُحطم للشيطان. وفى أعلى الصورة يوجد سور أورشليم بأبوابه المفتوحة، ورجال أورشليم ونساؤهم، يخرجون منها لاستقبال المخلّص، الرجال والأطفال يحملون سعف النخيل، ويظهر آخرون وهم يطلّون من طاقات السور ونوافذه لمشاهدة الاستقبال، وفوق الموكب تظهر شجرة ترمز إلى شجرة الحياة فى الفردوس وإلى الصليب. ما يُميز أيقونة الشعانين، هو البعد الرعويّ، الذى يبدو واضحًا فى صورة المسيح وسط تلاميذه، والبعد الخلاصيّ فى منظر الجموع الفرحين به كمخلص.