صلى قداسة البابا تواضروس الثاني قداس أحد الشعانين، صباح اليوم الأحد، بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وألقى قداسته عظة هنأ في مستهلها الشعب المسيحي بالعيد، مشيرا إلى أن أحد السعف هو أحد الأعياد السبعة المرتبطة بالقيامة، وله خصوصية في حياة السيد المسيح والكنيسة معًا، ويمتاز بعلامات هامة فإنه يوم فرح ويوم خلاص فالمسيح جاء ليخلص الخطاة وليصنع بداية جديدة. وتناول قداسته ملامح العيد خلال نقاط، أبرزها تواضع المسيح، حيث إن ملوك الأرض يدخلون راكبين الخيول وسط مواكب ضخمة، وإنما المسيح حينما دخل لأورشليم راكبًا "جحش ابن أتان"، دلالة البساطة والتواضع ، وفرش الأطفال والكبار قمصانهم وسعف النخيل ليستقبلوا الملك السماوي. وأوضح أن اليهود تخيلوا بأنه جاء ليحررهم من الاستعمار الروماني، حينما كانت أورشليم تحت الحكم الروماني، وكان مستقبلوه بسعف النخيل أطفال وكبار، وهو غير المعتاد لاستقبال الملوك. وتناول البابا تواضروس دورة السعف ربط السمائيين بالأرضيين، فصلاة باكر أحد الشعانين تقام خلالها دورة الشعانين أو السعف حيث يقرأ خلالها 12 مقطعا من المزامير والبشائر الأربعة الأناجيل، مما يربط بين العهدين القديم والجديد وبين الأرضيين والسمائيين، مشيرًا إلى أن الأناجيل الأربعة تتحدث عن هذا الحدث الفريد. وأشار إلى أن قداس أحد الشعانين يعقبه طقس الجناز العام أو التجنيز، تحضيرًا لأسبوع الألام ويشغل الكنيسة والشعب آلامات المسيح الخلاصية ، وإذا توفى أحد خلال أسبوع الآلام يكتفى بحضور جثمانه صلاة البصخة فقط. كما تناول دخول أورشليم، حيث أكد أن المسيح دخل اورشليم راكبا على "جحش"، واستخدامه لهذا الحيوان المسالم، دلالة على ضرورة الاتسام بالبساطة والاحتمال وصنع السلام. وأضاف البابا تواضروس أن هناك أشخاص قلوبهم غير نقية ولا يحتملون الآخرين وليسوا بصانعى سلام، وقلوبهم مقرًا للخطية والكراهية، (الخطية معششة بقلوبهم)، وأحد الشعانين يوم الفرح بدخول المسيح يتطلب أستعدادت البساطة والنقاء. وأشار إلى أن دخول المسيح لأورشليم جعل المدينة تهتز لاستقباله، مؤكدا بأنه الوحيد الذي يحرر من الخطايا وليس بغيره خلاص ، إن استقبال الأطفال للمسيح يشير إلى ضرورة اتسامنا بالبساطة والبراءة مثل الأطفال " إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَوَات". وتحدث عن استخدام سعف النخيل حال استقبال المسيح بأورشليم، موضحا أن السعف يرمز لحياة التسليم والانصياع لله ، ولون قلب الخوص الأبيض يرمز للنقاء، ولاسيما وأن تشكيل السعف والخوص، وفقًا لاحتياجات الإنسان ترمز لحياه التسليم للمسيح. وقال إن أجمل ما في حياة الإنسان العيش في تسليم للمسيح واتسامه بفضيلة الطاعة ، مما يجعل المسيح يدبر حياته للخير دائما ، وعليكم مخاطبة الله بأنه كما دخل لأورشليم يدخل قلوبكم وعليكم الاجتهاد في البساطة والنقاء والتوبة والطاعة ، لتكون حياتكم مرضيه أمام الله.