حذر خبراء الأمن في فرنسا، من أن بلادهم لا تملك الموارد المطلوبة لمراقبة جميع الإرهابيين المحتملين على مدار الساعة، لأن مراقبة مشتبه به واحد تتطلب 20 شرطيا. ونقل موقع "فرانس 24 "، عن هؤلاء الخبراء قولهم، إن الهجمات الأخيرة في مدينتي كركاسون وتريب في جنوبفرنسا، أعادت إلى الواجهة، معضلة تعقب نحو 20 ألف شخص، تم إدراجهم في لائحة المشتبه في تطرفهم، ومحاولة منعهم من تنفيذ هجمات إرهابية جديدة. وأشار الموقع أيضا إلى أن وزارة الداخلية الفرنسية تملك ملفا يعرف باسم "الملف اس"، والحرف اس يرمز إلى كلمة أمن بالفرنسية، تجمع فيه معلومات عن كل شخص يشتبه بأنه متطرف، ومن ضمنهم من يمكن أن يشكل خطرا من اليساريين واليمينيين المتطرفين. وتابع أن هناك أيضا قائمة منفصلة أو ملف يسمى "الوقاية من التطرف الإرهابي"، وتعنى بالأشخاص الذين يتم تقييمهم على أنهم يشكلون تهديدا إرهابيا. وبلغ عدد الأشخاص المدرجين في ملف "الوقاية من التطرف الإرهابي" في فرنسا حتى 20 فبراير الماضي 19 ألف و745 مشتبها به بالإجمال. وتضمن الملف أشخاصا يمثلون تهديدات بدرجات متفاوتة، ويتدرجون من شخص أبلغ عنه رئيسه في العمل لأنه رفض مصافحة امرأة إلى قاصر تحول مؤخرا إلى الإسلام. وبعد إدراج اسم المشتبه به، يبقى الاسم على القائمة مدة خمس سنوات، لكن قد لا تتم مراقبته بشكل نشط خلال كل تلك الفترة، ويتضمن الملف أيضا سجلات للروابط المحتملة بين المشتبه بهم بعضهم ببعض. ويتم تحديث القوائم باستمرار من خلال ما تبلغ عنه الأجهزة الأمنية أو عبر الخط المجاني الساخن الذي وضع في الخدمة في إبريل 2014. وكشف "فرانس 24 " أن رضوان لقديم، المسلح المتهم بتنفيذ الهجمات في كركاسون وتريب في جنوبفرنسا، أدرج في "الملف اس" في مايو 2014، وأيضا في ملف "المتطرفين الإرهابيين" في سبتمبر 2015. وأسفرت العملية الإرهابية، التي وقعت في جنوبفرنسا، الجمعة الماضية، عن مقتل أربعة أشخاص، وإصابة 15 آخرين، ونفذها فرنسي من أصل مغربي في الخامسة والعشرين من عمره، يدعى رضوان لقديم، وتردد أنه قال إنه يريد "الموت من أجل سوريا"، ودعا إلى إطلاق سراح صلاح عبد السلام، أحد منفذي اعتداءات 13 نوفمبر 2015، والمسجون قرب باريس. وقال النائب العام الفرنسي فرنسوا مولانس إن أجهزة الاستخبارات كانت تراقب "لقديم" منذ 2014، إلا أنه لم يتم رصد أي مؤشر سابق يمكن أن يوحي بانتقاله لتنفيذ عمل إرهابي". ويبدو أن "لقديم" كان مصمما على إيقاع أكبر عدد من الخسائر، إذ نفذ هجومه على ثلاث مراحل، بدأ بسرقة سيارة في مدينة كاركاسون في جنوبفرنسا، بعد إطلاقه النار على سائقها، وقيامه بقتل راكبها، ثم في مكان غير بعيد، أطلق النار على شرطي خارج دوام عمله، وأصابه بجروح، ثم دخل متجرا في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون، حيث احتجز رهائن هناك.