قام أمير ويلز بزيارة إلى مركز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن أعرب عن قلقه إزاء التحديات الراهنة التي تواجه المسيحيين في بعض دول منطقة الشرق الأوسط، لكي يلتقي بأعضاء من تلك المجتمعات الذين يقيمون في المملكة المتحدة. ورافق صاحبَ السمو الملكي صاحبُ السمو الملكي الأمير غازي بن محمد من الأردن. وكان في استقبال أمير ويلز الأمير غازي بن محمد من الأردن خلال هذه الزيارة التاريخية إلى المركز نيافةُ الأنبا أنجيلوس الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة، ومعه العديد من المسئولين والضيوف من الحكومة والحوار المسكوني، وممثلي الحوار ما بين الأديان، جنبًا إلى جنب مع أعضاء من رجال الدين لدى الأقباط الأرثوذكس وشخصيّات من المجتمع. وقال الأنبا أنجيلوس في تعليقه على الزيارة: "إذ نقترب من عيد الميلاد، نتذكَّر أيضًا أننا نعيش في وقت يعاني فيه الكثيرون في الشرق الأوسط من ويلات الحرب والنزاع، ولكن كما أبرز صاحب السمو الملكي اليوم فإن المسيحيِّين في المنطقة لا يزالون يتمتَّعون بالمرونة والإيمان رغم ما يواجهونه من تحدِّيات". وأضاف "في ما يتعلَّق بمصر، فعلى الرغم من تعرُّض المسيحيِّين هناك للعديد من الهجمات الموجَّهة ضد ولائهم، إلاّ أنهم لا يزالون يُشكِّلون جزءًا لا يتجزّأ من مجتمعهم وعنصرًا محفِّزًا لاستقراره كما أنهم تجاوبوا بكَرَمٍ مع الهجمات المستمرّة والمتصاعدة، وهم يثبتون التزامهم بعملية التغيير المشروعة. واستنادًا إلى اعتقادنا بأن هناك دائمًا أمل، نحن نصلي من أجل أن تكون روح التعاون والتنسيق هذه بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من المناصرة والتوعية وكذلك التمثيل باسم أولئك الذين ليس لديهم فرص لإسماع أصواتهم، بل يعتمدون علينا لإعلاء أصواتهم". وفي كلمته للرعيّة القبطية قال صاحب أمير ويلز: "إنما أردتُ اليوم أن أنضم إليكم لكي أعرب عن عميق قلقي وعن مشاعر التعاطف والتضامن العميقة مع كل واحد منكم لأنني أعرف أن لديكم صِلات في مصر، وكل ما يمكنني أن أقوله لكم هو أننا نصلِّي بكل قلوبنا من أجل سلامتهم واستمرارهم في بلد لعب فيه المسيحيُّون الأقباط دورًا حيويًّا لمئات ومئات من السنين. وهمُ يقومون كثيرًا ببناء الجسور بين الجماعات والديانات المختلفة، وإذا جاز لي أن أقول ذلك فقد كان لديّ إعجاب واحترام كبيرين جدًّا إزاء الطريقة التي أبرزَ من خلالها المسيحيُّون الأقباط التحمُّل وطول الأناة الكبيرين بشكل يثير الإعجاب الكبير، ويدفع غياب الانتقام إلى المزيد من الإعجاب. ولهذا، أعتقد أننا مَدينُون لكم جميعًا بدَيْن هائل، وليس مجرّد امتنان، بل احترام أيضًا للكيفيَّة التي تعيشون بها إيمانكم المسيحي".