سوزى الجنيدى أصدرت السفارة البريطانية اليوم بيانا تشير فيه إلي أن صاحب السمو الملكى الأمير تشارلز أمير ويلز قام بزيارة إلى مركز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة، بعد أن أعرب عن قلقه إزاء التحديات الراهنة التي تواجه المسيحيين في بعض دول منطقة الشرق الأوسط، ولكي يلتقي بأعضاء من تلك المجتمعات الذين يقيمون في المملكة المتحدة. ورافق صاحبَ السمو الملكي صاحبُ السمو الملكي الأمير غازي بن محمد من الأردني، وكان في استقبال صاحبِ السمو الملكي أمير ويلز وصاحبِ السمو الملكي الأمير غازي خلال هذه الزيارة التاريخية إلى المركز نيافةُ الأنبا أنجيلوس الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة، ومعه العديد من المسئولين والضيوف من الحكومة والحوار المسكوني، وممثلي الحوار ما بين الأديان، جنبًا إلى جنب مع أعضاء من رجال الدين لدى الأقباط الأرثوذكس و شخصيّات من المجتمع. وأكد البيان أن الزيارة بدأت بخدمة صلاة من التقليد الكنسي، أعقبها عرض لعدد كبير من أشكال الرسالة وأنواع الخدمات الجارية تحت مظلَّة الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في المملكة المتّحدة، ومنها العمل الخيري وأعمال الإغاثة والتنمية، وأنشطة التوعية والمناصرة، والتعاون مع وزارة الشباب والحوار المسكوني والحوار ما بين الأديان. وفي أعقاب ذلك، قدم الأنبا أنجيلوس أيقونتين قبطيتين لصاحبَيْ السمو الملكي، وكذلك أيقونة للقديس جورج مُهداة إلى دوق ودوقة كامبريدج وصاحب السمو الملكي الأمير جورج. وفي أثناء الزيارة تمّ عقد لقاء خاص لمناقشة الوضع الحالي في مصر والشرق الأوسط والمساهمات التي يمكن تقديمها لتوفير حلول ناجعة للمتضرّرين في المنطقة، وأعقب ذلك لقاء تناول شاي بعد الظهر في قصر ستيفالبوري مانور حيث قدّم أمير ويلز لوحة تذكارية تسجِّل الزيارة، كما وقّع في سجل الزوار الرسمي. وقال الأنبا أنجيلوس في تعليقه على الزيارة: "أنا ممتن لزيارة صاحب السمو الملكي أمير ويلز لرعيتنا القبطية الأرثوذكسية هنا واليوم، وهي تحتفل بوجودها وبمساهمتها في المملكة المتّحدة، وهي زيارة تسلِّط الضوء على الصراعات المتزايدة التي تواجه وإذ نقترب من عيد الميلاد. وأضاف نتذكَّر أيضًا أننا نعيش في وقت يعاني فيه الكثيرون في الشرق الأوسط من ويلات الحرب والنزاع، ولكن كما أبرز صاحب السمو الملكي اليوم فإن المسيحيِّين في المنطقة لا يزالون يتمتَّعون بالمرونة والإيمان برغم ما يواجهونه من تحدِّيات. وفيما يتعلَّق بمصر، فعلى الرغم من تعرُّض المسيحيِّين هناك للعديد من الهجمات الموجَّهة ضد ولائهم، إلاّ أنهم لا يزالوا يُشكِّلون جزءًا لا يتجزّأ من مجتمعهم وعنصرًا محفِّزًا لاستقراره كما أنهم تجاوبوا بكَرَمٍ مع الهجمات المستمرّة والمتصاعدة، وهم يثبتون التزامهم بعملية التغيير المشروعة. واستنادًا إلى اعتقادنا بأن هناك دائمًا أمل، نحن نصلي من أجل أن تكون روح التعاون والتنسيق هذه بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من المناصرة والتوعية وكذلك التمثيل باسم أولئك الذين ليس لديهم فرص لإسماع أصواتهم، بل يعتمدون علينا لإعلاء أصواتهم". وفي كلمته للرعيّة القبطية قال صاحب السمو الملكي أمير ويلز: "إنما أردتُ اليوم أن أنضم إليكم لكي أعرب عن عميق قلقي وعن مشاعر التعاطف والتضامن العميقة مع كل واحد منكم لأنني أعرف أن لديكم صِلات في مصر، وكل ما يمكنني أن أقوله لكم هو أننا نصلِّي بكل قلوبنا من أجل سلامتهم واستمرارهم في بلد لعب فيه المسيحيُّون الأقباط دورًا حيويًّا لمئات ومئات من السنين. وهمُ يقومون كثيرًا ببناء الجسور بين الجماعات والديانات المختلفة، وإذا جاز لي أن أقول ذلك فقد كان لديّ إعجاب واحترام كبيرين جدًّا إزاء الطريقة التي أبرزَ من خلالها المسيحيُّون الأقباط التحمُّل وطول الأناة الكبيرين بشكل يثير الإعجاب الكبير، ويدفع غياب الانتقام إلى المزيد من الإعجاب. ولهذا، أعتقد أننا مَدينُون لكم جميعًا بدَيْن هائل، وليس مجرّد امتنان، بل احترام أيضًا للكيفيَّة التي تعيشون بها إيمانكم المسيحي." وبصفة عامة، سلَّطت الزيارة الضوء على الوجود القبطي الأرثوذكسي في المملكة المتّحدة، وسلَّطت الضوء على التحدّيّات التي تواجه المسيحيين في الشرق الأوسط، وأتاحت عرض مساهمتهم الهائلة لمجتمعاتهم كمواطنين ناشطين قادمين من بلدانهم المختلفة. وحضر خدمة الصلاة لورد هيرتفوردشاير، وكونتيسة فيرولام، واللورد أسقف لندن، وصاحب النيافة ريتشارد شارتر، وأسقف سانت ألبانز، وأعضاء من مجلس اللوردات ومجلس العموم، ورؤساء العديد من الكنائس والطوائف المسيحيّة وممثِّلين عنها، فضلاً عن ضيوف الأديان الأخرى، وممثِّلين للمنظمات الحكوميّة وغير الحكوميّة. وأعقب الزيارة حفل استقبال في كلارنس هاوس شارك فيه أصحابَ السمو الملكي ضيوفٌ يمثِّلون المسيحيُّون من مصر، ومنهم الأنبا أنجيلوس، وآخرون من سوريا والعراق والأردن ولبنان وتركيا وفلسطين وإسرائيل.