بيديها الصغيرتان ووجهها الطفولى المليء بالطاقة والمرح، تبتسم رغم كل شيء، مهما كانت ظروفها ومعيشتها فلم تختفِ ملامحها الطفولية قط، ولونها الخمرى الذى يعبر عن الأصالة تجدها ترتدى جلبابًا قصيرًا وطرحة ترتديها بنفس الطريقة، التى يرتدونها كبار السن من أهلها، إنها الطفلة الصغيرة صاحبة ال5 أعوام «هند». إن كنت ذاهبا للتنزه أو فى سياحة إلى وادى رشيد، تلك البقعة الغاية فى الجمال بمحافظة الغردقة، ستجد هناك حياة البدو البسيطة، وعلى بعد خطوات بسيطة خاصة عند الخيمة التى يوجد بها الماشية، تجد فتاة صغيرة تمسك بيديها الصغيرتين تلك الآلة البدائية الصنع، وهى عبارة عن حجرين على شكل دائرى وعلى جانب الحجر العلوى توجد عصا، تلك الآلة المسئولة عن طحن القمح، فتجد هند تمسك بتلك العصا وتستمر فى تشغيل تلك الآلة عن طريق تحريكها بشكل دائرى حتى تتمكن من طحن القمح، وما إن ينتهى ما تقوم به حتى تعاود الكرة مرة أخرى. وتتحدث «هند» بكلماتها البسيطة المتقطعة: «أنا عندى 5 سنين، وأنا بدوية وأبويا بدوى، ومن أول ما وعيت على الدنيا وأنا اتعلمت إزاى أطحن القمح عشان أساعد عيلتى، وبقيت أنا اللى بطحنه من يومها وشاطرة جدا فيه، كمان بساعد أمى فى خبز العيش، وبكون مبسوطة فى اللى بعمله». وتقول «هند»: «نفسى أعرف الناس اللى بيجوا يزورونا دول حياتهم بتكون عاملة إزاي».