حذرت دراسة للجنة الطفولة العربية التابعة للجامعة العربية من تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال في الدول الأعضاء بالجامعة خاصة الدول التي تشهد اضطرابات. وناقش اجتماع للخبراء المعنيين بهذه الظاهرة عقد بالجامعة العربية نتائج الدراسة المسحية التي أعدت بالتعاون بالتعاون مع منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية وأيضا منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" لرصد حالة عمل في الأطفال في الدول العربية، بمشاركة خبراء من المنظمات الإقليمية والدولية المعنيين. وأكدت مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية إيناس مكاوي، أن موضوع عمالة الأطفال في الدول العربية مرتبط بعدة عوامل منها الأمن والاستقرار والقضاء على الفقر وتوفير برامج التنمية الشاملة وتوفير التعليم المتميز وبرامج الصحية وغيرها. وقالت مكاوي- في تصريحات اليوم على هامش الاجتماع- إن قضية عمالة الأطفال هى قضية كبيرة إذ كانت ظاهرة وأصبحت الآن قضية حقيقية بسبب ظروف الاٍرهاب في المنطقة والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار في العديد من البلدان العربية. وأضافت أن مثل هذه النزاعات وأوضاع عدم الاستقرار أدت إلى دخول أعداد من الأطفال لسوق العمل سواء من يمتهنون لمهن طبيعية مثل الزراعة والصناعة وهى حرف ليست مجرمة دوليا أو تلك المهن المجرمة دوليا مثل عمل الأطفال في المواقع الخطرة في عدد من دول المنطقة. وقالت مكاوي، إن الجامعة العربية وقفت وقفة متحسبة للتعامل مع مستقبل هذه القضية من أجل مساعدة الدول الأعضاء على الحد من هذه الظاهرة، ولهذا قامت الأمانة بتكليف من لجنة الطفولة العربية بعمل هذه الدراسة بالتعاون مع منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية وأيضاً منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، لافتة إلى أن أظهرت الدراسة انخراط عدد كبير من الأطفال في أعمال الزراعة دون تجريم لعمالة الأطفال وتحت السن . وأوضحت أن هذه الدراسة قامت على إجراء استبيان لإحصاء هذه الظاهرة في عدد من الدول العربية من خلال منظمة العمل الدولية وتم موافاة الدول الأعضاء بهذا الاستبيان لتكون جميع البيانات والمؤشرات الواردة فيه هى مؤشرات خاصة أن قضية عمالة الأطفال هى قضية متعددة الأبعاد. وقالت مكاوي، إن الهدف من اجتماع اليوم هو مناقشة منهجية الدراسة والنتائج الأولية الواردة فيها حتى يمكن البناء عليها لوضع استراتيجية عربية لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة ولمساعدة الدول الأعضاء على أن يكون لديها خطة داخلية على المستوى الوطني للحد من هذه الظاهرة مع الأخذ في عين الاعتبار الأهداف الواردة في خطة التنمية المستدامة المطروحة بدءا من هدف القضاء على الفقر وصولا إلى هدف التغيرات المناخية التي تؤدي لاستفحال هذه الظاهرة والشراكة الدولية من أجل تحقيق هذه الأهداف. وأضافت أن نتائج هذه الدارسة سوف ترفع للاجتماع المقبل لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب باعتباره الجهاز المعني في المنطقة العربية بمراجعة قضايا الطفولة بشكل عام وبالتالي فإن نتائج هذه الدراسة سوف تصب في وضع خطط وطنية عربية كل حسب أولوياته في هذا المجال.