«إذا فاتك الحظ فى مكان.. فابحث عنه فى آخر، ولا تستوحش أمرا كتبه القدر عليك.. فربما يكون الخير أمامك وتركله بعيدا دون أن تدرى».. هانى العربى ذلك الشاب الذى كان منذ ثلاثة عقود يحلم بأن يكون مهندسا كبيرا ينادى عليه الناس يا باشمهندس.. يشرد منه ذهنه ويتخيل نفسه كذلك، وهو فى مصنع كبير ومن حوله عمال كثر، ظل الحلم يراوده، إلا أن الحظ لم يحالفه، فعمل مع والده فى ورشة ميكانيكا للسيارات، حيث كان الأسطى «ذائع الصيت»، عنوانه الأمانة ومراعاة الضمير، كبر الفتى الصغير وصغرت أحلامه حتى بدأت تتلاشى، إلا أن روحه المرحة وقوة شخصيته جعلته محبوبا بين الزبائن، رحل الوالد وبقيت الورشة والولد الذى أجاد وأتقن كل فنيات الميكانيكا حتى أصبح أشهر ميكانيكى فى محافظته، وليست مبالغة إذ قلنا إنه بات مضمونا عن الكثير من توكيلات السيارات.. فهو على أثر والده لا يغش ولا يستغل ويراعى الضمير، هانى أبوالعربى بات كما كان يحلم يناديه الناس بالباشمهندس ومن حوله عدد كبير من العمال والزبائن من مختلف الطبقات، الذين ما إن يدعونه إلى احتفال ما، إلا ووجدته يرتدى حلته ونظارته، ويتقدم الصفوف كما لو كان بروفيسور فى ميكانيكا السيارات.. تخرج فى جامعات ألمانيا وتدرب فى مصانع اليابان.