قال الكاتب الهولندي أرنون جرونبرج عن الجائزة التي افتتح كتابه المصور بالحديث عنها: "هي ثاني أهم جائزة أدبية في هولندا، وهي تمنح على مجمل الأعمال، ومنحت لي في نفس العام الذي كنت أخطط فيه لرحلة إسطنبول، وهو ما صعّب المهمة عليَّ لاستلام الجائزة، حيث لم أستطع أن اتراجع عن خطة السفر بعد حجز الطيران والفندق والمترجم، فقد تحدثت مع منسقي الجائزة، الذين تفهموا الأمر، وأرسلوا لشخص آخر لاستلام الجائزة بدلًا عني، ومن المثير أن ليلتي الأولى في إسطنبول هي ليلة استلام الجائزة". ويتفق جرونبرج في حديثه ل"البوابة نيوز"، مع كلمة مصور الحرب الذي ظهر واحدًا من شخصيات كتابه المصور بأن "الفيلم يتلاشى.. أما الصورة فتبقى"، مضيفا: "فعلًا.. عن طريق الكتابة، وليس فقط الصورة، يُمكن القبض على اللحظات الفريدة، وبالنسبة للكتاب المصور، فهو محاولة لعمل شيء أكثر قليلًا من كتابة مقال صحفي، فأنا أرى أن الكتابة الأدبية، بل والكتب بشكل عام محاولة للبقاء والتحدي مع الزمن، للإمساك بلحظة معينة، وربما تكون كلمة الأبدية كلمة كبيرة، ولكن فعلًا يحاول الأدباء أن يبقوا إلى الأبد من خلال أعمالهم". وتابع: "يمكن القول بأن رحلتي تركيا والعراق كانت من أصعب الرحلات، وأكثرها ذخرًا بالكنوز، فأثناء مقامي هناك كصحفي أجنبي في وقت شائك بالنسبة للعراق، كنت محاطًا بالحراس ضخام الجثة، وكانوا هم وسيط الترجمة بالنسبة لي لعدم معرفتي العربية، فكنت أحس طوال الوقت أنهم دائمًا ما يخفون عني الكثير من الكلام الذي يقال، والذي أحس فيه بشيء ما، وكأنهم يتآمرون ضدي بدلًا من أن يسهلوا مأموريتي من ناحية الترجمة والحماية، وهذا كان كنزي في المعرفة في تلك الرحلة، والذي يتمحور حول النقلة الضخمة من تركيا للعراق، رغم تقاربهم، إلا أن هناك فارق حضاري ضخم بين البلدين، فمعرفتي بطبيعة البلدين والتعقيدات هو الكنز الحقيقي في الرحلة".