أكد حلمي النمنم وزير الثقافة، أن مواجهة التطرف ضرورة ، قائلاً "انا هنا اتحدث عن التطرف الديني الذي دائماً يتحول إلي إرهاب و إرهابيين ،فإنه لم يعد مجرد عمل داخلي أو اعتداء ، بل عمل يؤدي إلي إسقاط دول". واشار وزير الثقافة -خلال كلمته بورشة آليات مواجهة التطرف اليوم بوزارة البحث العلمي- إلي دولة يوغوسلافيا باعتبارها نموذج، فقد كانت حتي وقت قريب دولة كبيرة ،ولكنها تفتت إلي عدة دويلات بسبب تفشي الصراع الداخلي بها والتطرف الديني، وهناك دولة الصومال وغيرهم،وبالتالي أصحب التطرف اداة لإسقاط الدول، فضلا عن وجود أجهزة معينة ضخمة خلف هذه التنظيمات والجماعات. واستكمل قائلا " التطرف ليس حالة فردية ولكنه مؤامرة تحولت إلي هدف من أهداف اسقاط الدول،ومصر لم تكن بعيدة عن هذا المخطط، إلي أن قامت ثورة 30يونيو وقضت علي هذا المشروع ، فترتب عليه دخولنا مرحلة حرب حقيقية نراها في سيناء". واضاف أن التطرف اداة لأجهزة أجنبية وغربية، مشيرا إلى أن الاستعمار الذي كان في المنطقة العربية لم ينجح في تفتيت المجتمعات، ولكنهم وجدوا أن التفتيت يكون أسهل عندما يكون من الداخل. ولفت وزير الثقافة ، إلى نموذجين من تاريخ مصر الحديث هما اللورد كرومر ونابليون بونابرت الذى جاء عام 1798 محاولاً أن يعبث بالمسألة المصرية بين المسلمين والمسحيين، فكانت ثورتي القاهرة الأولى والثانية لتؤكد أن مشروع بونابرت في اللعب بالمسألة الطائفية عبث فشل فشلاً ذريعاً، وأثناء الاحتلال الانجليزي قال اللورد وقال اللورد كرومر: في مصر يوجد المسلم والمسيحى ولا يوجد فرق.. الفرق الوحيد هو أن المسيحي يذهب للكنيسة يوم الأحد والمسلم يذهب للمسجد يوم الجمعة. لكن ما فشل فيه كرومر جاءت جماعة حسن البنا عام 1947 لتفجير الكنائس في أماكن متفرقة وتدمير منازل المسحيين، وأصبحت المسألة لعبه حتى اليوم لهدم الدول. وأكد وزير الثقافة : أن مصر تمتلك فرصة لمواجهة التطرف ، منوها إلى فترة مابين ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، قائلاً" مواجهة التطرف ضرورة حياة وضرورة وطنية، "، واعرب عن سعادته بتدخل العلماء للوقوف على آليات مواجهة التطرف، ونفي ما تردد حول أسباب التطرف من عنصري الفقر وغياب الديمقراطية وما ورد بالدراسات الانطباعية، مؤكدا أن الفقر ليس سببا في التطرف مرشدا إلى نموذج الأديب طه حسين فقد كان فقيراً ، ونحن جميعاً فقراء ، فهناك دول مثل فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية تتمتع بالديمقراطية ولكن يوجد داخلها تطرف، وقد اثبتت الدراسات عدم صحتها في الواقع العملي، ونحن نعمل على مجابهة الفقر والتمتع بالحرية والديمقراطية فهى حق مكفول للانسان ، ونتمسك به واختتم كلمته قائلا " التطرف جرثومة تدخل النفس، فتصيب الإنسانية والعقل البشري ونحتاج للتعامل معها بدراسة علمية دقيقة جاء ت فعاليات ورشة آليات مواجهة التطرف تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بضرورة التصدى لكافة أوجه التطرف فى مصر. وكان حلمي النمنم ، وزير الثقافة قد شارك برفقة خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي في فعاليات ورشة عمل حول " آليات مواجهة التطرف في مصر" صباح اليوم الثلاثاء، بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحضور كل من اللواء أحمد جمال وزير الداخلية الأسبق ،ومحمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والدكتور احمد زايد باحث الاجتماع.