أجريت يوم الثلاثاء الماضي، على استاد "الدوحة" بمدينة سخنين، مباراة لكرة القدم بين فريقي "سخنين" و"بيتار القدس"، وهي المباراة التي حضرها الآلاف من الوسط العربي، والذين شجعوا الفريق السخنيني طيلة المباراة، وانتهت المباراة بأجواء هادئة حيث لم يسجل أي احتكاك، وعادت قوات الشرطة المعززة بالوحدات الخاصة إلى قواعدها دون حدوث أي إخلال بالنظام رغم الأجواء المشحونة التي سادت المباراة، حيث رفع الجمهور العربي الأعلام الفلسطينية . يذكر أن فريق أبناء سخنين هو أول فريق عربي فلسطيني في إسرائيل، حيث نجح في إعلان ناديهم في العام 2003، وهو الأمر الذي أدى بالنائبة "ميري ريغيف" من حزب الليكود، والتي كانت حاضرة المباراة، حيث قالت "ريغيف" على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سأعمل على ألا يتلقى الفريق مساعدة من الدولة، وأن يتم تجميد مشاركته في الدوري.. كما سأعمل على حث تشريع في هذا الشأن". وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن رئيسة اللجنة الداخلية للكنيست "ريغيف" سارعت إلى الظهور في استديوهات التليفزيون والإعلان عن أنها ستعقد اللجنة التي تترأسها لفحص ميزانية النادي. وقالت: "لا يمكن تمويلهم عندما يعملون ضد الدولة، على مجلس المراهنات أن يوقف نقل الأموال لهم، فإسرائيل ليست فلسطين، فليلعبوا في الدوري الفلسطيني"، وقالت الصحيفة إن رفع العلم الفلسطيني ليس ممنوعا بموجب القانون، وأنه لا يحق لفريق "بيتار القدس" الاعتراض على رفع العلم، خاصة أنه فريق إسرائيلي لم يسبق له أن جند لاعبا عربيا لاعتبارات أيديولوجية، كما أن مشجعيه اعتادوا على أن يهتفوا في كل مباراة تقريبا "الموت للعرب" . وأضافت الصحيفة في مقالها الإفتتاحي أن ردود الفعل القومية التلقائية ل "ريغف" ليست مفاجئة، موضحة أن قوة "ريغيف" البرلمانية تعتمد في الأساس على النوازع القومية والعنصرية، ويخيم اعتقاد بأنه من دون الاعتماد على هذه النوازع السوداء لن يتوفر لها مكان في المجلس التشريعي. ولكن "ريغيف" عندما عملت على جني الربح الشخصي بتوسيع الشرخ بين المؤسسة الرسمية والسكان العرب، فأنها ألحقت ضررا بالغا بأحد أهم المجالات المميزة التي تجسد التعايش اليهودي العربي السلمي، فكرة القدم الإسرائيلية تعد مثال بارز على الأسلوب الذي يمكن من خلاله إذابة العنصرية تجاه السكان العرب. وأشارت الصحيفة إلى أنه في العام 1996، صعد لأول مرة، فريق عربي إلى الدوري الأعلى "هابوعيل الطيبة"، وفي 2003 صعد فريقان آخران، مكابي "أخوة الناصرة" و"أبناء سخنين"، وبعد سنة من ذلك فازت سخنين بكأس الدولة، وفي الموسم التالي مثلت إسرائيل في أوروبا، أما اليوم فان عشرات اللاعبين العرب يملأون صفوف الفرق العليا والدوري الوطني، وكذلك منتخبات إسرائيل في الأعمار المختلفة، وتوضح التقديرات أنه في عموم الفرق في إسرائيل، مقابل كل ثلاثة لاعبين يهود، يوجد لاعبان عربيان. وبدلا من أن تعمل "ريغيف" على تنمية هذا الميل الهام، تعمل دفعه إلى الخلف فقط لتحظى بالعطف، مستغلة التوتر الواقع بين جماهير سخنين وبيتار القدس بشكل مخجل، لتتسبب في المزيد من الضرر .