«مش عارف عندي كام سنة وبصحى 6 الصبح علشان أجرى وراء لقمة العيش» «شي يا حصان، بكيا.. بكيا.. أي حاجة قديمة نشتريها.. الرزق من عندك يا رب» بهذه الكلمات، ينادي حسن وهو يسير في الحواري والشوارع، أمام المقاهي والمحلات يتوقف بحثًا عن بواقي حديد أو أوراق كرتون أو بلاستيك، يقف تحت كل منزل بحثا عن شيء ينقذ يومه ليعود بما يكفيه هو وأسرته، التي يساعد فيها ضمن مجموعة من إخوته كُتب عليهم الشقاء كما كُتب على الذين من قبلهم والدته ووالده، حسن صاحب ال14 عامًا بحث عن لقمة عيش بين بقايا المخلفات التى يتركها البعض في أكوام الزبالة، أو يطلبون منه شراءها، لم يدخل المدرسة ولكن يتشابه مع أقرانه، في كل صباح هم يستيقظون في السادسة صباحًا حاملين على ظهورهم كتبا دراسية، وهو يسبقهم في الصحيان حاملا على ظهره هم أسرة تبحث عن مخرج من ضيق الدنيا فلم تجد مخرجًا سوى حسن الذي يقول: «مش عارف عندي كام سنة بس ممكن تقول إنت من نظرتك، يعني 15 أو 14 كدا، مدخلتش المدرسة ولا أعرف شكلها إيه، مش فاضي أسأل حد ولا أقعد مع حد من سني يعرفنى بيعملوا إيه في المدرسة ولا فارق معايا أعرف، كل اللي فارق أجمع قرش، وكل يوم بنصيبه، باخد الفلوس من المعلم الصبح، وبشتري من الناس البواقي والحاجات اللي مش محتاجينها من أول الكرتون لحد الحديد، وكل يوم برزقه ممكن يبقى 100 أو 150 وممكن يبقى 20، تعاملى مع الناس علمني كتير، حتى التعامل مع الحمار والحصان اللى بيشدوا العربية علمنى الصبر وإزاى أتعامل مع الناس اللي دماغها متقفلة، المهن دي مليانة كلام وخاصة مع اللي في سني.. نفسك فى إيه يا حسن؟ ومحتاج إيه؟ مش نفسي في حاجة ولا محتاج حاجة لو محتاج هنزل أمد إيدي في الشارع وأريح من التعب بس الحياة ماشية ومبسوطين، واللي ساتره ربه في حاله ميجيش يفضحه العبد، شي.. حا يا حمار.. بكيا».