رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الإصلاحيين في إيران يحتاجون إلى مساندة الغرب لإحداث تغيير في بلادهم. وقالت الصحيفة - في مقال تحليلي نشرته اليوم /الاثنين/ على موقعها الإلكتروني - "إن الإصلاحيين في إيران لطالما نظر إليهم على أنهم الخاسر الأكبر في الصراع الدائر بين الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية في السنوات الأخيرة، سواء في دعمها المضلل للجماعات المتطرفة في الخارج أو في سعيها العنيد لتحقيق طموحها النووي في الداخل". وأضافت أنه من حسن الحظ أن هذه النظرة المحبطة تغيرت في الأشهر الأخيرة، فمنذ انتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو الماضي وفوز الرئيس حسن روحاني، أعاد الإصلاحيون تنظيم صفوفهم بعد تهميشهم خلال فترتي رئاسة سلفه محمود أحمدي نجاد اللتين استمرتا ثماني سنوات، موضحة أن رسالتهم اليوم تتمثل في أنه من أجل المحافظة على مكاسبهم هذه سيحتاجون بكل تأكيد إلى دعم الغرب. ولفتت الصحيفة إلى أن الإصلاحيين في إيران يعلمون أن روحاني لم يكن أبدا جزءا من حركة الإصلاح السياسي في البلاد، على الرغم من أنه شارك في حكومات إصلاحية في السابق، كما أنهم يدركون أن المتشددين الإيرانيين ينتظرون فشل روحاني قبل البدء بشن هجوم عليه، معتبرة أنه علاوة على ذلك، فقد تعلم الإصلاحيون أن قدرتهم على الاستمرار مرتبطة ارتباطا وثيقا بعلاقتهم مع القوى الغربية، وأن كل هذا يعتمد على مصير المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وعلى الولاياتالمتحدة. ونوهت بأن نجاح المفاوضات النووية من شأنه أن يعزز من قوة الإصلاحيين، في حين أن فشلها يمكن أن يعيدهم إلى نقطة الصفر مرة أخرى، وألمحت إلى أن الإدارة الأمريكية تبدو كما لو أنها تتبنى رسالة الإصلاحيين في إيران تاركة مساحة كافية على الطاولة في الإتفاق النووي المؤقت للسماح لروحاني بالقول إن هذا الاتفاق كان عادلا، والاتفاق على فكرة برنامج للتخصيب المحدد يخضع للرقابة الصارمة في المستقبل. ومن ناحية أخرى، أوضحت الصحيفة أن النواب الأمريكيين لا يرون أهمية في عودة الإصلاحيين إلى المشهد مرة أخرى، إذ أنه، من وجهة نظرهم، لن تكون هناك فائدة إيجابية تعود بالنفع على العالم الخارجي نتيجة لتعزيز مكانة الإصلاحيين في إيران. واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول "إنه في حال فشل هذا الاتفاق بسبب الكونجرس الأمريكي، فإن أصابع الاتهام ستتوجه للإصلاحيين بأنهم أضلوا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بشأن نوايا الأمريكيين، الأمر الذي من شأنه أن يعزز فقط من قبضة المتشددين هناك".