أصدرت دار دلتا للنشر، كتاب "شارع الباجوري" للكاتب سليمان القلشي، والذي يمزج بين السيرة الشخصية والرصد الاجتماعي لمصر في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. تتنوع فصول هذا الكتاب الدسم، لتنقل جانبًا مما عاشه المؤلف وترك فيه أثرًا عبر سنوات تَشكَّل فيها وعيه وتغيرت فيها نظرته للعالم من حوله، وتزيح الصفحات الستار عن "تاريخ شعبي" غير معروف مليء بالدقائق والتفاصيل والمنمنمات المذهلة، والتي بقراءتها تساعد كثيرين على فهم جانب من ملامح التغير الذي طال المجتمع المصري خلال نصف قرن، وكيف كان هذا التغير سبيلًا للمضي قدمًا، وسببًا في الوقت نفسه للتشبث بالذاكرة. وينتقل الكتاب من عالم قويسنا الثري بأماكن ذات خصوصية وشخصيات فريدة، حيث وُلد وعاش المؤلف، إلى صحراء سيدي براني الباردة وما يحيطها من حياة نظامية قاسية، مرورًا بعجائب رحلة قصيرة إلى الأردن في وقت شديد الحساسية. يقول الباحث السياسي عمار علي حسن، في تقديمه للكتاب: "إن سيرة الأستاذ سليمان التي صاغها في عفوية ظاهرة وصدق جلي، وبلغة محكية تتدفق بلا تكلف، هي أيام إنسان مصري سعى بكل ما أوتي من حيلة وقوة أن يجد لنفسه موضع قدم في الزحام، وهو إنسان تجد أضرابه أمامك في كل مكان، في الشارع أو المكتب أو الحقل أو المصنع، وهم أبناء البلد الطيبون، الذين يتشبثون بكل أرض حلّوا فيها، وكأنها قطعة من أنفسهم، ويقبضون على كل زمن مروا به؛ لأن دقائقه وساعاته وأيامه هي حيواتهم التي تتجاور وتتفاعل وتمتزج وتتصارع لتصنع تاريخ أمة بأسرها".