تاريخيا ارتبط اسم البابا كيرلس السادس البطريرك 116 على سدة مارمرقس- والذى اعترف المجمع المقدس بقداسته مؤخرًا- بالقديس مارمينا أحد أشهر قديسى الكنيسة والذى تحتفل به فى الرابع والعشرين من نوفمبر الجارى. القديس مار مينا استشهد فى 25 نوفمبر سنة 309 م، وكان عمره 24 عامًا، ودشنت أول كنيسة على اسمه فى 27 من نفس الشهر عام 1959، وبنى له دير كبير فى منطقة عرفت باسم «أبومينا» حيث وجدت رفات القديس. يظهر مارمينا فى الصور المعروفة له وحوله «جملين» حيث يذكر فى سنكسار الكنيسة أنه خلال خروج القائد أثناسيوس ليُحارب البربر الذين كانوا يهاجمون مدينة مريوط، أصر أن يأخذ معه جسد القديس، أخذوا الجسد وأخفوه ووضعوه فى مركب قاصدين الإسكندرية ومنها إلى مريوط. إذ وصلوا إلى الإسكندرية، وحملوا الجسد على جمل إلى مريوط وهزموا البربر، وعند عودتهم رفض الجمل القيام والسير معهم بالرغم من الضرب الشديد، نقلوا الجسد على جملٍ آخر أقوى منه فلم يتحرك، وهكذا تكرر الأمر فأدرك القائد أثناسيوس أن هذه إرادة الله أن يبقى جسد القديس فى مريوط. آثار منطقة أبومينا تقع منطقة أبو مينا على بعد 75 كم غرب الإسكندرية و60 كم جنوب مدينة برج العرب القديمة ويقع الموقع الأثرى خلف الدير الحديث ومساحة الموقع ألف فدان والموقع مسجل كأثر بالقرار رقم 698 لسنة 1956، وسجل كتراث عالمى باليونسكو عام 1979. تم الكشف عن مقبرة القديس مينا خلال التنقيب من قبل المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة فى الفترة ما بين 1961 وحتى عام 2002 وأسفرت نتائج الحفائر عن كشف قبر القديس مينا تحت الأرض والذى يقع فى الوقت الحالى تحت الكنيسة المعروفة بكنيسة المدفن وقد شيدت مقبرة لرفات القديس مينا. وقد عثر بالموقع أثناء أعمال الحفر على ما يعرف بقارورات مارمينا التى عثر عليها بالموقع وهى مصنوعة من الفخار ومتعددة الأحجام وكانت لحفظ الماء المباركة التى نبعت من عين بجانب القبر وكانت تشفى الكثير من المرضى ويمكن تقسيم تلك القارورات إلى ثلاث مجموعات والأكثر انتشارا هى المحفور على أحد وجهيها القديس مينا واقفًا بملابس الجندية بين جملين وأما المجموعة الثانية فقد وجد فيها وجه القديس مار مينا بشكل جانبى وبملامح نوبية وهذا الشكل موجود فى المتحف القبطى. الموقع الأثرى لمنطقة أبومينا الأثرية يمثل مدينة من الرخام يتوسطها فناء متسع على شكل ميدان محاط بصفوف من الأعمدة كان يتجمع فيه المقدّسين المسيحيين، وهو محاط بعدة مبان لأغراض مختلفة وفى الشمال تقع دور الضيافة الخاصة بإيواء المسيحيين وفى الجزء الجنوبى تقع الكنائس التى كان مبناها الرئيسى هو كنيسة المدفن التى تضم قبر القديس مينا، وكان هناك طريق كبير خاص بالمواكب يمتد بين دور الضيافة ويؤدى إلى الميدان. وتضم منطقة أبومينا الأثرية حمامين كبيرين بجوار منازل المقدّسين المسيحيين وهما الحمام المزدوج والحمام الشمالي، كما تشمل المدينة حوانيت وورش فخار، كما يضم الموقع مجمعًا معماريًا ضخمًا يتكون من ثلاثة مبان منفردة ومتصلة ببعضها البعض بشكل مباشر هى البازيلكا الكبرى وكنيسة المدفن والمعمودية وتعتبر الكنيسة الكبرى على طراز البازيليكا من أضخم كنائس مصر. سيرة القديس وُلد حوالى سنة 285 بمركز منوف محافظة المنوفية، كان والده حاكمًا للمدينة، قصه ميلاده كانت إعجازية فوالدته كانت عاقرا وكانت تصلى ليعطيها الله طفلا وفى أحد أعياد السيدة العذراء، فى كنيسة العذراء بأتريب رفعت قلبها المنكسر وطلبت شفاعة القديسة مريم، وإذا بها تسمع صوتًا من أيقونة الطفل يسوع المسيح وقد حملته والدته يقول لها «آمين»، وبعد هذه الواقعه حملت وأنجبت ابن صلواتها، فدعته مينا أى آمين. اهتم به والده، فهذبه بتعاليم الكنيسة، وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والعبادة والسلوك بروح التقوى، مات والده وهو فى الحادية عشر من عمره، ثم والدته وهو فى الرابعة عشر من عمره. بعد سنة من وفاة والدته عُيّن وهو فى الخامسة عشر من عمره ضابطًا فى الجيش فى فرقة إفريقيا القديمة (الجزائر)، ونال مركزًا مرموقًا لمكانة والده، وترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303م) وتوجه إلى البرية ليتعبد فيها. وبعدها صدر منشور من قِبل الإمبراطورين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها، إلا أن القديس رفض وتم القبض عليه وتعذيبه حتى الموت. صدر منشور من قِبل الإمبراطورين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها، إلا أن القديس رفض وتم القبض عليه وتعذيبه حتى الموت.