أكد المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، أن العلاقات المصرية الصينية وثيقة ومميزة ومستدامة، نابعة من الاحترام المتبادل بين الشعبين. وأشار محلب- خلال كلمته في افتتاح المنتدى المصري الصيني الأول تحت "عنوان الحزام والطريق معا من أجل مستقبل أفضل"، بمشاركة وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال المصريين والصينين- إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد خلال زيارته للصين دعم مصر لمشروع مبادرة طريق الحرير الذي أطلقته الصين عام 2013، والتى تسعى من خلاله إلى ربطها بقارات العالم بواسطة شبكة عملاقة من الطرق البرية والبحرية، لافتا إلى أن المشروع يمر بحوالي 65 دولة من دول العالم في القارات الثلاث، ويتضمن شبكة خطوط سكك حديدية فائقة السرعة تربط بين جنوب وغرب الصين بروسيا وأوروبا. وأضاف محلب، أن المبادرة ستعمل على إعادة تشكيل الأنماط التجارية العالمية، وأن مصر تعتبر نقطة الوصل والارتكاز بين قارتي آسيا وإفريقيا، ويجب جعلها محور الارتكاز أيضا في التجارة العربية والإفريقية، مما يبرز أهمية المشروعات القومية التى نفذتها مصر خلال السنوات الماضية بالإضافة إلى المشروعات الجاري تنفيذها. كما أشار إلى أن الاستثمار فى المنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس سيعزز التجارة والعالمية وسيجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم للتواجد فى هذه المناطق اللوجسيتة المميزة والمجهزة بجميع المرافق. وأوضح أن مصر نفذت خلال الثلاث سنوات الماضية مشروعات عملاقة، منها شبكة الطرق التى امتدت على أكثر من 7 آلاف كليومتر لربط مصر جنوبا وشمالا وشرق وغربا، مما ساهم في فتح شرايين التنمية وإنشاء مدن جديدة ومناطق صناعية فى ربوع مصر، لافتا إلى أن مشروع الأنفاق أسفل قناة السويس فى بورسعيد والإسماعيلية سيربط قارة آسيا بإفريقيا. وأكد محلب جاهزية مصر لتوفير الطاقة لأي مستثمر وفى أي مكان، حيث نفذت خلال 3 سنوات أكبر مشاريع لتوليد الطاقة، مما ساهم فى إضافة 21 ألف ميجاوات تم إضافتها لشبكة الكهرباء، بالإضافة إلى اكتشافات الغاز ومشروعات استخراجه. ووجه محلب الدعوة للشركات الصينية لزيادة استثماراتهم، مشيرا إلى أن مصر لديها العديد من الفرص والحوافز خاصة بعد إقرار قانون الاستثمار الجديد، لافتا إلى أن الصين تقوم حاليا بتنفيذ العديد من المشورعات فى مصر ومنها المشاركة فى إنشاء حي المال والأعمال فى العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى مشروع القطار الكهربي الذى يربط العاصمة بالعاشر من رمضان، فضلا عن إقامة مزارع للثروة السمكية ومصانع ببركة غليون بمحافظة كفر الشيخ على مساحة 4 آلاف فدان، مؤكدا أن هناك اهتماما بالاستثمار فى مشروع بمحور قناة السويس والتى ستكون منطقة صناعية ولوجستية عالمية بموقعها الفريد فى قلب العالم. من جانبه، قال الدكتور عصام شرف رئيس مؤسسة شرف للتنمية المستدامة، إن العلاقات المصرية الصينية ومنذ إقامتها عام 1956 تعتبر نموذجا للعلاقات الناجحة والمتميزة بين دولتين مؤثرتين بشكل مباشر في إقليمهما ويجمع بينهما قواسم مشتركة، أهمها العمل من أجل السلام وترسيخ مبادئ الحوار والتعايش المشترك والدعوة للتعاون والبناء والتنمية، فضلا عن العمق الحضاري الكبير للشعبين المصري والصيني. وقال شرف إن المنتدى يعتبر فرصة للبناء على ما وصل إليه التعاون الثنائي من تقدم في مجالات متعددة، خاصة بعد توقيع القيادتين المصرية والصينية على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في ديسمبر 2014. كما أضاف أنه سيوفر فرصة جيدة لإلقاء الضوء على التجربتين المصرية والصينية في التنمية والبناء، بالإضافة إلى خلق منصة دورية لمشاركة الخبرات والتعريف بالفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة في مصر في مجالات متعددة، آخذا في الاعتبار مساهمة الشركات الصينية الكبرى في العديد من مشروعات البنية التحتية التى تنفذها مصر خلال المرحلة الحالية، ومنها العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات تطوير قطاع الكهرباء والطاقة ومشروعات النقل والمواصلات. وبالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، أكد أن مصر لديها إمكانيات متميزة تمكنها من المساهمة في إنجاح هذه المبادرة المهمة، حيث تمتلك مصر موقعا جغرافيا فريدا يسمح لها بأن تكون نقطة عبور رئيسية بين الشرق والغرب ومن الجنوب والشمال، وذلك عبر محور قناة السويس الذي تعمل مصر حاليا على تطويره بشكل جذري بحيث يصبح منطقة اقتصادية وصناعية رائدة ومتكاملة لتحقيق التواصل بين مختلف دول العالم وليس مجرد معبر مائي مهم يربط مختلف أرجاء العالم. وأكد شرف حرص المجتمع المدنى الوطنى في مصر على تعزيز التعاون مع الصين الصديقة ومواصلة تطوير العلاقات معها على مختلف الأصعدة بما يحقق مصالح الشعبين في إطار تكاملي بناء. وأضاف: "نسعى إلى دعم الجهد الحكومي المبذول في قطاع التنمية وفتح آفاق جديدة للتعاون المصري الصيني وتوطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية المصرية الصينية وإتاحة الفرصة لتواجد جميع المؤسسات وهيئات المجتمع المدنى ورجال الأعمال والمستثمرين في مكان واحد وخلق فرص استثمارية جديدة مع الصين للسوق المصرية بما يحقق مصالح البلدين. وأشار إلى أن مصر قادرة على تحقيق معدلات التنمية المرجوة ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية الجديدة من خلال منهج إبداعي، من خلال تجربة ذاتية مع دولة الصين الصديقة، بالإضافة إلى مشاركة التجارب والخبرات مع الجانب الصيني. كما أشار إلى أن منظمات المجتمع المدنى والجهد الحكومى وجهان لعملة واحدة في ظل مفهوم التكامل بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي لصالح المجتمع. من جانبه أكد وانغ شيو فونغ رئيس وفد الصداقة للحزب الشيوعى الصينى، أن مصر تعتبر شريكا طبيعيا لبلاده فى بناء مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصينى، وذلك بحكم موقعها الاستراتيجى ومواردها البشرية المتوفرة، لافتا إلى أن بلاده تقدر مشاركة مصر فى المبادرة، مؤكدا أن المنطقة الاقتصادية لقتاة السويس حققت تقدما ملحوظا مشيدا بتطور التعاون. وأشار إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينغ أطلق هذه المبادرة، لتوفير منبر مهم للصين والمصر لتكامل المزايا وتحقيق التنمية المشتركة، موضحا أن مصر انضمت كدولة مؤسسة للبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، وأعلن البنك تمويل 11 مشروعا للطاقة الشمسية فى مصر بقروض تقدر ب210 ملايين دولار. وأضاف أن بلاده تتمسك بسياسية الانفتاح على الخارج كسياسية وطنية أساسية تدعم بناء الاقتصاد العالمى المنتفح، مشيرا إلى تمسك بلاده بمفهوم الحوكمة العالمية القائمة على التشارك والتقاسم والتشاور. واختتم رئيس وفد الصداقة للحزب الشيوعى الصينى كلمته بتأكيده أن الفرصة سانحة لإجراء حوار صريح وبحث فرص التعاون بين البلدين وفقا لمبادئ المنفعة المتبادلة والفرص المشتركة، لتعزيز الصداقة الصينية المشتركة فى ظل الظروف الجديدة ودعم الجهود المشتركة فى بناء مبادرة "الحزام والطريق".