أينما ذهبت المرأة السورية اللاجئة طاردها الرجال.. طامعين في جسدها مستغلين ظروفها الصعبة، فمنذ اندلاع الثورة السورية تعاني المرأة السورية دون غيرها من الرجال والأطفال والشيوخ، فالمأساة بالنسبة لها مضاعفة.. فبالإضافة لعدم وجود المأوى والملبس والمأكل والرعاية الصحية، تعاني من التحرش الجنسي والاغتصاب والتجارة الجنسية سواء داخل سجن أو مخيم أو عمل. ففي مخيمات لبنان التي تستضيف 823 ألف لاجئ ، أكثر من ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال، حسب أرقام الأممالمتحدة، تعرضن للتحرش الجنسي من جانب موظفين وأصحاب منازل وموظفين بمنظمة مساعدات محلية، ولم يبلغن السلطات بهذه الحوادث، خوفا من الانتقام من جانب المنتهكين أو خوفا من الاعتقال لأنه ليس لديهن الوثائق المطلوبة. وقالت لاجئة تدعى هالة "53 عاما" من دمشق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، إنها تعرضت للتحرش الجنسي في تسعة منازل من عشرة عملت فيها لرعاية نفسها هي وأطفالها الأربعة. أما في الأردن، الذي به أكبر مخيم للاجئين "الزعتري" ، فبلغ عدد اللاجئين به 150 ألف لاجئ، حيث يعشن اللاجئات في حالة هلع وخوف من العنف الجنسي والتحرش، حيث تحول المخيم من ملاذ ىمن إلي عنوان للمآسي، تخشي فيه المرأة السورية على نفسها، فكثير من النساء داخل المخيم يخشين الذهاب إلى المراحيض وحدهن في الليل، خوفاً من التعرض للتحرش الجنسي، حيث أكد أطباء تابعون لمنظمة العفو الدولية أن النساء في المخيم أُصبن بالتهابات بولية على نحو متزايد نتيجة منع أنفسهن من استخدام المراحيض بشكل متكرر ولفترات طويلة. أما في تركيا، الداعمة للثورة السورية، فكشفت الصحف التركية عن تعرض 400 فتاة سورية للاغتصاب في مخيمات اللاجئين التركية وأن 250 منهن حوامل من سفاح. أما في مصر، فتتعرض اللاجئات لتحرش جنسي ممهنج، وبغطاء من المسئولين في السجون المصرية، حيث أكدت مصادر قريبة من اللاجئات المسجونات أنهن تعرضن بالفعل للتحرش الجنسي من قبل المسئولين داخل السجون. زواج أم نخاسة؟ عندما قررت الهروب بأطفالها أوبمفردها أو بعائلتها ظنا منها أنها ستلاقي واقعا أقل مرارة من واقعها، لم تر اللاجئة السورية من الأشقاء العرب سوى نظرات رحيمة ممزوجة بالدافع الجنسي، فالمساعدات بالنسبة للعرب هي "طلب الزواج" من اللاجئة بحجة حمايتها والإنفاق عليها، ولكن هو في الحقيقة نوع جديد من أنواع النخاسة واستغلال الأوضاع المعيشية الصعبة. وعن زواج السوريات من لبنانيين، قال رئيس محكمة جبل لبنان "محمد هاني" إنه من الصعب إحصاء عدد حالات جواز اللبنانيين من سوريات، لكنها تضاعفت كثيرا في الفترة الأخيرة، مشيرا إلي أن معظمهن من القاصرات. ففي مصر، قال المجلس القومي للمرأة إن قيام عدد من المصريين بالزواج من لاجئات سوريات هربن من بلادهن بسبب الأوضاع في سوريا ولجوئهن إلى مصر، هو استغلال لظروفهن السيئة، حيث أوضح المجلس أن عدد هذه الزيجات بلغ 12 ألف حالة زواج خلال عام واحد. أما في الأردن، فقد راجت تجارة الجنس في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، حيث وقعت مئات الفتيات القاصرات ضحايا هذه التجارة، إذ يُعرضن للبيع عن طريق البغاء أو الزواج القسري لبضعة أيام أو لبضع ساعات مقابل مبلغ من المال (مهر الزواج)، وذلك وفقاً لعمال إغاثة وجمعيات خيرية دينية. وعن انتشار هذه المنظمات قالت إحدي اللاجئات في عمان: "ذهبت إلي منظمة كتاب السنة، وهي منظمة غير حكومية في عمان، تقوم بتقديم الأموال والطعام والدواء للاجئين، لطلب المساعدة وطلبوا مني أن أريهم ابنتي ليجدوا لها زوجا". وليس بالزواج لفترة قصيرة الحل لمشاكل السوريات لكن حتي بعد انتهاء الزواج يتعرضن للخداع، حيث تكتشف اللاجئة أن الزوج مزق وثيقة الزواج بعد إقامة علاقة جنسية لفترة قصيرة لا تتعدى الشهر أو الأسبوع.