الحرب مشتعلة بين الإخوان وعلى عبدالله صالح والقاعدة والحوثيين على الحكم النظام في صنعاء يحاول جر الجنوب إلى الصراعات الدائرة بدون عودة دولة الجنوب لن يكون هناك حل للأزمة اليمنية الدول الكبرى تبحث عن عدم الاستقرار في المنطقة العربية بريطانيا تمارس عملية ضغط لإحداث انفجار في اليمن ولا تريد حلولا نحن مهددين بالاغتيالات التي طالت 150 من الكوادر الجنوبية تم تصفيتهم أكد الدكتور عبد الحميد شكري، نائب رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي، لاستعادة دولة جنوب اليمن، على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال حل الأزمة اليمنية دون تحقيق عودة الجنوب اليمني وحصول الشعب الجنوبي على حقوقه كاملة. وأشار شكري، خلال حواره مع "البوابة نيوز"، إلى أن الدول العربية حاولت طمس هوية الشعب الجنوبي كما أن المجتمع الدولي تخلي عن قضية شعب الجنوب، وقابل محاولتها للتواصل معه بالصد، وإلى نص الحوار: ما تعليقك على أحداث وزارة الدفاع؟ تفجير وزارة الدفاع اليمنية يعتبر بداية لحرب الفصائل، كما أنه إعلان صريح ببدء الحرب بين الأطراف المتنازعة في صنعاء والمتمثلة في الحوثيين والإخوان، ونظام علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر، فمن الواضح أن أطراف الصراع في صنعاء كانت قد توقفت في استراحة متقطعة، ثم عادت بهجوم كاسح على مبنى وزارة الدفاع. كما أن انتشار القوات في شوارع صنعاء يدل على أن ساعة الحسم لأحد الأطراف قد اقتربت، وذلك ما حذرنا منه في المجلس الوطني في كل لقاءاتنا ورسائلنا للمبعوث الأممي إلى اليمن وإلى الدول الراعية، لأن الحلول تأتي على حسب القضايا المطروحة، من خلال فرض حلول لا تتناسب، ما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة برمتها. ومن المتوقع أن يحاول النظام المختلط في صنعاء جر الجنوب إلى الصراعات الدائرة من خلال عصاباته الجاهزة والممولة لنشر الفوضى، ولن ينتهي الصراع في صنعاء إلا بعد حربٍ طاحنة بين الأطراف وبوادر هذه الحرب واضحة، ويبدو أن مسرحية الحوار فشلت. كيف ترى الوضع في اليمن الآن؟ الوضع في اليمن يتدهور كل يوم أكثر من سابقه، وكل يوم تصير الأوضاع إلى الأسوأ في جميع المناحي الأمنية والاقتصادية التي أصبحت تتجه للهاوية، وما يجري اليوم فيما يسمى بمؤتمر الحوار كان من المفترض أن ينتهي في 18 سبتمبر، ثم لم يعلن تمديد هذا المؤتمر ولم يعلن انتهاءه وتشييع هذا المؤتمر إلى مثواه الأخير، يعطي صورة للأوضاع القائمة من حروب أهلية في اليمن خاصة في صعدة في منطقة الدمام، هناك حرب مذهبية وحرب أخرى ضد القاعدة وهي تطارد الشباب الجنوبيين، أيضا في الجنوب والمعركة مستمرة فضلا عن محاولات ضرب الجيش من داخله وتقسيم العاصمة صنعاء عاصمة اليمن، كما نسميها، إلى قسمين ..قسم استولى عليه الشيخ حميد الأحمر وإخوانه، والجنرال علي محسن الأحمر ، والقسم الآخر تحت إمارة الرئيس علي عبد الله صالح وقواته. بالإضافة إلى وجود قوة الحوثيين، وهم معروفين بمعاركهم الطويلة، حيث استطاعوا أن يتقطعوا جزء كبير من الجمهورية العربية اليمنية ويحكموه الآن.. وهم عبارة عن قوة عسكرية كبيرة ومنظمة ولهم أتباعهم أيضا داخل صنعاء، فضلا عن وجود المليشيات الخاصة بالإخوان وهي قوات مسلحة منتشرة في جميع أنحاء البلاد. وبالتالي فهناك أربعة جيوش داخل الدولة، بالإضافة إلى الجيش الحكومي الذي تتوزع ولاءاته داخل هذه الوحدات العسكرية على الأربعة جيوش الموجودة، بالإضافة إلى الرئيس الموجود الآن وهو رئيس جنوبي توافقي. ما مقترحاتك لحل الأزمة الحالية في اليمن؟ وكيف يمكن أن تستعيد اليمن استقرارها؟ الأزمة اليمنية تبدأ من قضية الجنوب، التي كانت مشتعلة منذ عام 2007 بشكل كبير، قبل أن يبدأ الربيع العربي أو أن يظهر من عرفوا بحركة شباب التغيير في صنعاء والتي انتهت، والحلول لابد أن تبدأ باستعادة حقوق شعب الجنوب أولا بالاستقلال وهي الدولة التي من الممكن أن تبني وتساعد على حل الأزمة في الجمهورية العربية اليمنية بين العصابات، التي سبق أن ذكرتها والجيوش الموجودة، لأن مفتاح الحل يتمثل في إعطاء شعب الجنوب حقه وإقامة دولة في الجنوب تساعد على وضع حلول واضحة للمشكلات الموجودة فبدون حل القضية في الجنوب لن يكون هناك حل للأزمة. هل هناك دعم دولي للحراك الجنوبي؟ حتي الآن ..لا يوجد هناك أي دعم من أي دولة للحراك الجنوبي، ويتم تمويل الحراك من خلال الجهود الذاتية، ومنذ عام 2007 وحتى الآن، الإعلام لا يقوم بتسليط الضوء على الحراك الجنوبي، ولم يبدأ الاهتمام بقضية الجنوب إلا في أعقاب ثورة التغيير أما قبل ذلك فلم تحظى قضيتنا بأي اهتمام. ولماذا لم تحاولوا التواصل مع المجتمع الدولي؟ حاولنا التواصل أكثر من مرة غير أننا قوبلنا بالصد. هل تعتقد أن هناك نوع من التحيز لليمن؟ الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارا باستقلال الجنوب العربي في عام 1967، وأصبح الجنوب دولة مستقلة سميت "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية"، كل الدول في العالم بما فيه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن كان لديه سفارات في دولة الجنوب، وكان العالم يعترف بنا كدولة حتى عام 1990، إلا أنهم الآن يغضون الطرف عن كل هذا، ويحاولوا إطالة الأزمة ..وأنا أتهم العالم بالبحث عن حالة عدم الاستقرار في المنطقة، لأنه لا يضع حلولا مناسبة للقضايا وفقا لخصوصياتها ولن يتحقق الاستقرار في المنطقة إلا باستقلال شعب الجنوب. لقد وجهت أكثر من اتهام للسفيرة البريطانية في اليمن ... هل تعتقد أن بريطانيا تعمل ضدكم؟ نعم لقد وجهت اتهامات للسفيرة البريطانية في اليمن، لأنها صرحت أن الحل الوحيد المتاح يتمثل في وحدة اليمن.. وأنا أعترض على ذلك، لأن الحكومة البريطانية نفسها تعطي لمواطنيها الحق في الاستفتاء على الاستقلال، بينما تحرم الأمر نفسه على دولة الجنوب التي كانت محتلة لها قبل خروجها منها، وإعلان استقلال دولة الجنوب وعاصمتها عدن، وبريطانيا تمارس عملية ضغط للانفجار ويريدون انفجار في المنطقة وليس حلول. هل تنفذون أجندة إيرانية.. خصوصا أن رئيسكم السابق يتلقى أموالا من إيران؟ قضيتنا واضحة.. فنحن شعب واقع تحت وحدة مفروضة بالقوة ، وحتى الآن المجتمع العربي بأسره حتى في مصر الشباب لا يعرف أنه كانت هناك دولة في الجنوب، لأن مؤامرات الحكومات العربية طمست هذه الدولة، وكان لابد أن يدرس هذا الموضوع في التاريخ أن هناك دولتان تم توحيدهما على الأقل. وبالتالي فقضيتنا... هي عودة بلدنا وعلى جميع الدول دعمنا في ذلك، ولماذا ننفذ أجندة طالما نحن أصحاب حق، وإذا كان هناك علاقة مع إيران فستكون واضحة فنحن لا نخفي أي علاقة ونتمنى أن تدعم إيران شعب الجنوب أو أي دولة، وليس لدينا مشكلة في ذلك، فإيران دولة إسلامية وإذا أردت دعمنا فلما لا .. ولاسيما أن جيراننا لم يحاولوا دعم قضيتنا على مدار الخمسين عاما الماضية، وموضوع وجود الرئيس الجنوبي السابق في بيروت هو أمر خاص به وأنا لا أستطيع الرد عليه. كيف ترى عملية الاغتيالات والعمليات التكفيرية في اليمن؟ نحن مهددين بالاغتيالات التي طالت 150 من الكادر الجنوبي تم تصفيتهم، وهذه الرسائل ربما كانت موجهة للرئيس التوافقي عبد ربه منصور، رئيس "دولة الاحتلال"، وهي بالأساس موجهة إلى شعب الجنوب للقضاء على كوادره. في حالة نجاحكم في استعادة دولة الجنوب، هل لديكم مخطط لإدارتها وإعادة بناءها مرة أخرى؟ في حالة نجاحنا في تحقيق الاستقلال، سنعمل على بناء دولة تحقق كل شيء بمساعدة العالم وعلى المجتمع الدولي أن يساعدنا في ذلك. كما أن لدينا اتجاهات وبرامج سياسية واضحة لبناء الدولة في الجنوب، على أساس أنها دولة ديمقراطية تقبل الرأي والرأي الآخر، وترعى حقوق الإنسان وتدافع عن كرامته وعزته، وتحفظ ممتلكاته والجنوب لديه كوادر مؤهلة بالفعل موجودة في الجامعات ويعملون في المؤسسات العامة، وهم قادرون على إدارة الدولة ولكن بمساعدة المجتمع الدولي لأن هذه الدولة على قدر كبير من الأهمية، حتى للمجتمع الدولي نفسه لأن عدن موقعها مهم بالنسبة لمرور قوافل النفط من الجزيرة العربية إلى العالم حيث يتحكم الجنوب في مرور هذه القوافل من خلال باب المندب والبحر العربي. هل يمكن أن يتحول الحراك الجنوبي لحركة مسلحة تكون نواة لجيش في المستقبل؟ نحن لا نفكر في حمل السلاح على الإطلاق وقتل اليمنيين لأنهم شعب شقيق وليس له ذنب فيما يحدث من المكائد السياسية التي تعمل على نهب ثروات الجنوب ونتمنى من إخواننا في الجمهورية العربية اليمينة أن ينسحبوا من الجنوب دون قتال، وبعد الاستقلال سيكون هناك جيش جنوبي، لأن الجيش الجنوبي الآن هو جزء من تكوين الجيش اليمني نفسه وسيكون نواة لبناء الجيش القادم. هل هناك خلافات داخل الحراك الجنوبي؟ أنا أنتمي للمجلس الوطني، وهو مكون سياسي تشكل في أكتوبر عام 2008، وكان أول مكون في الحراك الجنوبي الذي تكون فيما بعد، ووضع برنامجا سياسيا يقوم على أن الجنوب محتل من قبل الجمهورية اليمنية بعد حرب عام 1994، التي شنها النظام في اليمن على الجنوب واحتلها بالقوة العسكرية، بعد أن كان هناك إعلان للوحدة في 22 مايو عام 1990 لم يكتمل وبالتالي فهذا هو تاريخ المجلس الوطني وهو المكون الرئيسي في الحركة الشعبية الجنوبية . والحراك الجنوبي يتكون من ثلاثة مكونات رئيسية هم المجلس الوطني ومجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب والمجلس الأعلى للثورة السلمية لتحرير الجنوب، والمكونات الثلاثة تناضل من أجل تحرير الجنوب. وأنا أهاجم من يقولون أنهم يمثلوا الحراك في الحوار الوطني في صنعاء لأنه عندما جاء مبعوث الأممالمتحدة إلى عدن جلس مع المكونات المذكورة في الحراك الجنوبي، وكانت المبادرة الخليجية مطروحة على أساس أنها ستنتهي بالحفاظ على الوحدة والأمن والاستقرار في اليمن، وهذا ما نعتبره تشريع بالوحدة القائمة بالقوة وتشريع لنتائج حرب 1994 وفرض سياسات بالقوة على الواقع في الجنوب، ولذلك رفضنا أن نشارك في هذا الحوار وعندما وجدوا صعوبة في إيجاد ممثلين عن الحراك الجنوبي زوروا مكون يشتمل على رئيس البرلمان اليمني ووزراء سابقين في الحزب الحاكم ومسئولين حاليين، وأعلنوا أن هذا هو الحراك الجنوبي وأخذوا منهم ممثلين للمشاركة في الحوار الوطني ممن لديهم مصالح مع الاحتلال، وبعضهم كان قد ساهم في احتلال الجنوب في عام 1994، ونتيجة لخلافات سياسية سابقة دخل النظام الذي كان يحكم الجنوب نفسه لأنه نظام شمولي واستمر هذا النظام حتى حقق الوحدة دون أن يسأل شعب الجنوب.