قال مسئولون أمريكيون: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر في مارس الماضي، توجيها رئاسيا غير معلن يحدد استراتيجية للضغط على كوريا الشمالية، تضمنت تدابير تشمل مجموعة كبيرة من الوكالات الحكومية، ومهدت لاستخدام الإمكانات السيبرانية للجيش الأمريكي ضد بيونج يانج. ووفقا لما عرضت صحيفة واشنطن بوست، على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، تضمنت الحملة الأمريكية استهداف قيادة الفضاء الإلكتروني بالجيش الأمريكي لقراصنة إلكترونيين في مكتب الاستطلاع العام، وهو كالة استخبارات تابعة للجيش الكوري الشمالي عبر خنق قدرتهم على الوصول لشبكة الانترنت. ونقلت الصحيفة عن مسئول بارز بالإدارة الأمريكية -لم تذكر اسمه- قوله" إن توجيه ترمب تضمن أيضا تعليمات لدبلوماسيين ومسئولين بإبراز الأزمة مع كوريا الشمالية في جميع المحادثات تقريبا مع محاوريهم الأجانب ودعوتهم لقطع جميع العلاقات مع بيونج يانج، فيما أشار مسئولون آخرون إلى أن تلك المحادثات حققت نجاحا كبيرا في هذا الشأن، لاسيما في الأسابيع الأخيرة بعد اختبار كوريا الشمالية لقنبلة نووية وصواريخ باليستية جديدة. وذكرت (واشنطن بوست) أن الحملة الدبلوماسية الأمريكية كانت واسعة الانتشار إلى الحد الذي جعل بعض الحكومات الأجنبية تسرع في إيجاد أي نوع من العلاقات لا يزال قائما مع بيونج يانج بهدف قطعه، مبينة نقلا عن مسئولي إحدى تلك الدول - لم تكشف عنها - أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس طلب منهم قطع علاقات تجارية مع كوريا الشمالية لم تبلغ قيمتها سوى مليوني دولار. وشمل التوجيه الرئاسي الأمريكي تعليمات لوزارة الخزانة بوضع مجموعة من العقوبات المالية التصعيدية ضد أفراد وكيانات كورية وغير كورية ممن لهم تعاملات مع البلد الآسيوي المعزول، الأمر الذي انعكس في التدفق المستمر من العقوبات الأمريكية، والدولية خلال الأشهر الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين الأمريكيين قوله" أوضحنا أن الباب كان مفتوحا للمحادثات حتى قبل أن يوقع الرئيس على هذه الاستراتيجية، لكن كوريا الشمالية واصلت إطلاق الصواريخ، وواصلت اختطاف الأمريكيين للاحتفاظ بهم كرهائن". ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن "الباب لا يزال مفتوحا" أمام المحادثات بين الجانبين، مشيرة إلى إعلان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لأول مرة، أمس، عقب لقاء مع مسئولين صينيين، أن الولاياتالمتحدة تجري اتصالات مباشرة مع كوريا الشمالية من أجل حل الأزمة. وقال تيلرسون، في تصريحات للصحفيين "نحن نحقق في إمكانية وجود استعداد لدى الكوريين لخوض محادثات..لدينا خطوط للاتصالات مع بيونج يانج، ولسنا في موقف مظلم"، لكن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نوريت أوضحت في وقت لاحق أن المسئولين الكوريين لم يُظهروا أي مؤشر على الاستعداد للحوار.