الزمالك بطعم "نيبوشا"

كيف تغير شكل الزمالك مع نيبوشا؟
هل تعتبر مباراة الداخلية مقياسا للحكم على الفريق؟
لماذا ستكون مواجهة المصري هي الاختبار الحقيقي لنيبوشا؟
إذن ها هو أول انتصار في مباراة رسمية يحققه المدير الفني الصربي نيبوشا مع الزمالك، فقط في ثان مبارياته مع الفريق بعد تعادل مع الانتاج الحربي الجولة الماضية بهدف لكل فريق وخسارة نقطتين مهمتين في بداية المشوار، عاد سريعا واستعاد الفريق توازنه وتمكن من عبور "كمين" الداخلية بأمان بثلاثية و الأهم مم كونها ثلاثية هي أنها نظيفة بلا استقبال اهداف والأهم من هذا كله أن أداء الفريق كان مقنعا الى حد كبير في معظم فترات المباراة.
الزمالك بدأ اللقاء برأس حربة وحيد عكس المباراة الماضية التي لعب فيها نيبوشا برأسي حربة هم خالد قمر وكاسونجو.. هذه المرة اكتفى بالأخير وحيدا ومن خلفه كل من عبدالله جمعة المهاري السريع، وأحمد مدبولي الوافد من فريق النصرللتعدين والذي يتمتع بموهبة كبيرة في المراوغة والتمرير.
وحقيقة فإن الثنائي قدما مباراة هائلة بالأخص جمعة الذي صنع الهدف الأول بمهارته في الحصول على ركلة جزاء "بغض النظر عن مدى صحتها"، ثم سجل الهدف الثاني الذي ينم عن مهارة فارقة في استلام الكرة وترويضها ثم اختيار زاوية صعبة ووضع الكرة اليها دون مقاومة من حارس الداخلية.
واختلف شكل الزمالك بشكل كامل مع المدرب الجديد نيبوشا في عدة نقاط:
أولا: الضغط المتقدم
بدا من الواضح أن لاعبي الزمالك يضغطون بقوة على الخصم في مناطق متقدمة ونجحوا كثيرا في استخلاص الكرة عدة مرات وتشكيل خطورة على الخصم.
ثانيا: الاستخواذ على الكرة
لفتران طويلة مضت اعتدنا على رؤية لاعبي الأبيض يفقدون الكرة كثيرا ويتركون أفصلية الاستحواذ للاعبي الخصم، لكن الأمر تغير تماما بات الزمالك هو من يملك أفضلية الاستحواذ ودقة التمريرات بين اللاعبين. كانت عالية مما أدى بطبيعة الحال إلى انخفاض معدل فقدان الكرة .
ثالثا: بناء منظم للهجمات
إذا كنت مشجعا قديما للزمالك، ستلاحظ بنفسك أن ثلاثي الوسط الجديد محمد أشرف "روقا" وأحمد داوودا ومن خلفهم طارق حامد نجحوا في الخروج بالكرة من المناطق الدفاعية ألى الأمامية بنجاح، دون اللجوء الى الكرات الطولية التي تذهب معظم المرات الى مدافعي الخصم في "صندوق هدايا"، بل على العكس تمرير ارضي سريع ينقل الفريق الى الحالة الهجومية سريعا.. نعم هي من أساسيات كرة القدم ان تملك لاعبين قادرين على فعل هذا ، لكن من قال ان الزمالك كان يملك معظم اساسيات كرة القدم في الموسم الماضي؟!
رابعا: الزيادة العددية الهجومية:
عانى الزمالك كثيرا من قبل في وجود زيادة عددية بالشكل الكافي داخل منطقة جزاء الخصم، لاستثمار الكرات العرضية وتحويلها داخل المرمى كنت تجد لاعب واحد أبيض أمام جيش من دفاع الخصم يقوم بأسر اللاعب وإطلاق الكرة بعيدا وإبقاء الحارس بمأمن عن الخطورة، لكن مع نيبوشا يمكنك ملاحظة تواجد على الأقل ثلاثة لاعبين داخل منطقة جزاء الخصم لحظة ارسال الكرات العرضية مما يزيد من فرص الحصول على الكرة (الهدف الثاني نموذج على ذلك).
خامسا: التسديد من بعيد
ميزة جديدة اضافها نيبوشا وساعده في ذلك الصفقات التي ابرمها الفريق وأنها تملك ميزة التسديد من بعيد .. هناك أيضا تواجد لاعب على خط منطقة جزاء الخصم لاستقبال الكرة الثانية المرتدة من الخصم ( ارجع للهدف الثالث) ، وكل ما سبق ذكره ملامح فنية وفكر وتوجيه مدرب واعد هو الصربي نيبوشا الذي أتوقع أنه ينتظره مستقبل جيد في الزمالك (على الاقل في المستقبل القريب).
هل معنى الكلام أنه لاعيوب ظهرت في الزمالك ؟ بالطبع لا، هناك عدة عيوب ابرزها عدم اليقظة الدفاعية في كرة او اثنين استطاع فريق الداخلية ان يهدد بها مرمى الشناوي و لولا براعته لسجل الداخلية من إحداها.. أيضا عدم الانسجام بين اللاعبين لايزال لم يتحقق بعد لكن لاقلق بشأن هذا فهي مسألة وقت وسيكون هناك انسجام اكبر بين المجموعة الجديدة من اللاعبين.
يتبقى ان نذكر أن مواجهة الداخلية ليست بالطبع مقياسا للحكم على اللاعبين، او المدير الفني.. الذي سيكون اول اختبار حقيقي له في الجولة المقبلة امام مدير فني لايقل عنه دهاء وهو حسام حسن مدرب المصري الذي اعتدنا. منه على ابهارنا في مواجهة الاهلي والزمالك.. وكان اخرها فوزه على الزمالك في نصف نهائي كاس مصر و ادائه القوي امام الاهلي في النهائي قبل ان يخسر بصعوبة في آخر دقيقة. كما يملك مجموعة مميزة من اللاعبين اصحاب المهارات والسرعات خصوصا في الخط الامامي، الذي سيمثل ازعاجا لدفاعات الزمالك في ظل غياب مدافعه الدولي علي جير .
مباراة المصري ستكون أولى اختبارات نيبوشا وستكون أيضا مفترق طرق لأن المصري هو متصدر المسابقة برصيد 6 نقاط وفوز الزمالك بالمباراة يعني وصوله للنقطة ال 7 واعتلاء جدول الترتيب وبداية مرحلة جديدة من زمالك جديد هو زمالك بطعم نيبوشا.