بدأ القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، أول زيارة رسمية إلى تونس، اليوم الاثنين، التقى خلالها الرئيس الباجي قائد السبسي، بناء على دعوة وجهت منه، لبحث سبل تسوية الأزمة الليبية، والتعاون في مكافحة الإرهاب. وفي ذات السياق، قال الناطق باسم القيادة العامة العميد أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحفي، بالعاصمة الروسية موسكو، منذ أيام: "هناك تنسيق استخباراتي مع تونس، والتيار الوطني القومي بها ندرك أنه يقف ضد الإرهاب والتطرف"، مشيرًا إلى توقف وصول الأموال القطرية التي كانت تصل إلى ليبيا عبر مصارف تونسية، لدعم الجماعات المتطرفة عقب هذا التنسيق. ويأتي اللقاء، عقب زيارة "حفتر" الرسمية إلى جمهورية الكونغو برازافيل، ولقائه برئيسها دنيس ساسو نجيسو، والذي يترأس الجنة الرئاسية رفيعة المستوى المشكلة من الاتحاد الإفريقي، والمعنية بمتابعة الأزمة الليبية، ووسط تقارير إعلامية إيطالية، تفيد بأن "حفتر" سيزور روما الأسبوع المقبل للقاء قيادات بوزارة الدفاع وأخرى أمنية. كما يشارك وزير الشئون الخارجية خميس الجهيناوي، في الاجتماع الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، حول ليبيا، غدًا الثلاثاء، على هامش الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستنعقد بمقر المنظمة بنيويورك من 17 إلى 22 سبتمبر الجاري، والذي أكد أن مختلف الفرقاء الليبيين سيزورون تونس للبحث عن السبيل الأمثل للوصول إلى الوفاق وإنهاء الأزمة. من جهته، أكد الكاتب الصحفي الليبي إبراهيم بلقاسم، أن الزيارة خطوة عملية تشير إلى انتهاء تأثير الإسلاميين في تونس، على إدارة الملف الليبي، لأول مرة منذ عام 2011، وأنها تبحث بشكل جدي سبل إنشاء علاقات أقوى في ليبيا. أشار "بلقاسم" في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" إلى أن الإدارة التونسية الجديدة بدأت بالانفتاح على الأطياف الوطنية الليبية، وتصويب الأزمات التي خلقها تنظيم النهضة الإخواني مع الجارة ليبيا. وأوضح أن قيادة الجيش تسعى إلى توسيع انتشارها في المنطقة الغربية الليبية لضبط الأمن على الحدود التونسية الليبية، وتوجيه ضربات محتملة لتمركزات إرهابية على الحدود بين البلدين، وفقًا لقوله. وأضاف: "الزيارة بشقيها السياسي والعسكري تأتي بالتزامن مع اجتماع الأممالمتحدة، حول ليبيا، وهي رسالة واضحة على تعزيز تونس مكانتها في ليبيا قبل التغييرات السياسية المحتملة".