لم يفكر "أحمد.م" الشاب العشريني، أن والدته كانت مصدر وجوده فى الحياة، وأنها حملته لشهور، وعانت كثيرًا حتى أنجبته، ولم يتوقف عطاؤها عن هذا الحد، بل سعت بكل جهدها لتربيته بطريقة جيدة حتى أصبح شابًا فى مقتبل العمر، ليقابل كل هذا بجفاء، كما أنه رد لها الجميل وعاملها بطريقة سيئة، لينتهي الأمر بقيامه بقتلها دون رحمة أو شفقة بها. داخل قرية شاوة التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية كانت تعيش ربة المنزل الأربعينية " هدي.ع.أ "، بصحبة أسرتها، شاء القدر أن تخرج للعمل علي عربة كارو بدلا من زوجها بعد ما أصابه المرض، فهي لم تعتمد على أحد يوما، حتى نجلها المجني عليه لم يحاول ولو مرة أن يساعدها فى العمل ويخرج بدلا منها. فمنذ أن تعرف علي بعض أصدقاء السوء ترك عمله وسلك طريق الإدمان، لدرجة أنه أصبح لا يقوى على تركه، كما أنه على أتم الاستعداد لفعل أدنى شىء مقابل الحصول على المال وشراء المخدرات، لذلك كان دائم افتعال المشاكل مع الكثير سواء أفراد أسرته أو غيرهم، ومع مرور الأيام طلبت منه والدته أن يكف عن تناول المخدرات ويلتفت لمستقبله ولكن لم يهتم. وبعد فترة وخاصة يوم الواقعة عادت المجني عليها من عملها، وجلست تستريح قليلا، وقد حضر نجلها من الخارج وظهرت عليه علامات الارتباك والغضب، وطلب منها أن تعطيه مبلغ مالي لشراء كمية من المخدرات رفضت، وأكدت أنها لا تملك سوى الأموال التي تفقها على المنزل وعلاج والده، أثار كلامها غضبه مما دفعه إلى التشاجر معها وقام بخنقها باستخدام حبل، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وأدعى أنها أغشى عليها وحاول إفاقتها دون جدوى، وبانتداب الطبيب الشرعى تبين أن الوفاة نتيجة اسفكسيا الخنق، وتمكن ضباط المركز من القبض على المتهم بعد ما أكد الجيران أنه كان دائم التعدي عليها وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة.