صدر عن مؤسسة "سين" للنشر والإعلام، كتاب "سيجارة سوبر" للكاتب الساخر "محبّ سمير"، ويُعدّ الكتاب أولى إصدارات الدار وباكورة إنتاجها. "سيجارة سوبر" هو كتاب للمدخنين فقط، يتناول عالم التدخين في مصر من خلال عدد من المقالات والقصص التي يتداخل فيها الخيال مع الواقع بشكل ساخر، يرصد فيه الكاتب عالم وأساطير و"أخلاق" المدخّنين في مصر. وأكد "محب سمير" أن فكرة الكتاب جاءت بعد تفشّي ظاهرة التدخين بين الأعمار المختلفة، وهو ما أثّر سلبيا على سلوك المدخنين وخاصة أطفال الشوارع، واعتبرها البعض نوعًا من التعبير عن اكتمال الرجولة. وأضاف" محب"، أن "قليلين هم من لا يفكرون في التوقف عن تدخين السجائر، وهم وحدهم الذين كلما سمعوا جملة "ما تبطل سجاير يا بني"، أو دعاء "ربنا يتوب عليك منها"، يقولون: "الفكرة إني بحب السيجارة "، وأضاف: "نعم هناك من يعشقون التبغ، وأنا واحد من هؤلاء، من عاشقي التدخين المتوحّدين مع دخانهم". وأضاف أيضا: "من الحِدِق فينا الذي لم ينخدع ولو لمرة في كل هذا المهرجان الصيني للسجائر"، مؤكدًا أنه لو كان عدد المدخنين في مصر يصل إلى 10 ملايين مدخن - حسب الإحصائيات - فإن عدد من جرّبوا السجائر الصينيّة في مصر ريما يكون 20 مليونا منهم، وشكل علب السجائر الصينيّة من الممكن أن يقنع غير المدخنين بتجريبها، خاصة المصري الذي يحب استطلاع كل جديد، إضافة إلى أن 3 علب سجائر ب 10 جنيهات، وهذا عرض لا يمكن أن يفوّته أي مصري عاقل. واستهل الكاتب كتابه بقصيدة: "زمان وأنا صغير.. كنت عارف إني لمّا أكبر هدخن.. ولما كبرت ودخنت مش عارف إمتي هبطّل". وجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو ثاني عمل ل "محب سمير"، حيث صدر له من قبل كتاب ساخر يتناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر بشكل شديد السخرية والصدمة في الوقت نفسه، هو كتاب "مرة واحد مسلم وواحد مسيحي"، في تجربة كانت جديدة على الكتابة عن العلاقة بين المسلم والمسيحي في مصر، كما قام فيه بتعرية خبايا الطائفية في علاقة الناس بعضهم في الشارع والبيت وأماكن العمل، واستعرض "محبّ" فيه مشاهد ومواقف كثيرة في حياة المصريين، ساخرًا من شعارات الوحدة الوطنية والكليشيهات التي يرددها الإعلام ورجال الدين من الطرفين، مثل: "عنصري الأمة"، "عاش الهلال مع الصليب"، وغيرها من الكليشيهات المستهلكة، كما تناول "محبّ" بعض الشائعات السائدة والمنتشرة عن المسلمين في أوساط المسيحيين والعكس أيضًا، في تجربة كانت جديدة وجريئة في تناول موضوع شائك مثل علاقة مسلمي ومسيحيي مصر، فكانت أول مرة نشاهد فيها كتابًا ساخرًا يخوض في تلك المسألة، كما كان استخدام تقنية السينما في الكتابة الأدبية يُعدّ نوعًا جديدًا وتجربة مميزة تحسب للكاتب.