أكد مجدي لاشين، رئيس التليفزيون المصري الجديد، أن هذا المنصب لو عرض عليه في عهد صلاح عبد المقصود - الوزير المنتمي إلى جماعة الإخوان المحظورة - من المؤكد أنه كان سيعتذر عنه، فقد كان رئيسا للقناة الأولى ولكنه ترك منصبه نظراً لممارسات الإخوان داخل المبنى، لأنهم - وعلى حدّ قوله - كانوا يصنعون إعلاماً موجّهاً إلى جماعة معيّنة، وهو لم يتعوّد على خدمة فئة معينة من الشعب. وشدّد "لاشين" على أنه بمجرد تولّيه منصب رئيس التليفزيون وضع أمامه شيئاً واحداً فقط، وهو استعادة ثقة المشاهدين في التليفزيون المصري، بعد أن فقدها منذ ثورة 25 يناير، وذلك عن طريق طرح برامج تحتضن مشكلاتهم وتعالجها، وأشار إلى أن حالة التليفزيون كحالة مصر عموما، حيث إنها تعاني من الارتباك منذ 3 سنوات، وبالتالي كان من الطبيعي أن يعاني الإعلام - سواء إعلام الدولة أو الإعلام الخاص - بنفس الدرجة. كما وضع "لاشين" خطة لتطوير شاشة التليفزيون، تتضمّن إنتاج برامج متميزة تجذب المعلنين بنوعية مختلفة عن البرامج الموجودة حالياً، ولكن دون التأثير على المضمون المهني، وستبدأ هذه الخطة مع أوائل عام 2014، وستلغي هذه البرامج فكرة أن إعلام الحكومة هو إعلام النظام الحاكم، بل ستؤكّد أن الإعلام أصبح إعلاماً للشعب فقط، كما نفى "لاشين" أن التليفزيون المصري يعاني من عجز أمام القنوات الخاصة، حيث إن أغلب القنوات الخاصة - الموجودة حالياً - تم إنشاؤها بعد الثورة، على عكس التليفزيون المصري الذي عانى من حالة تخبّط كبيرة بعد ثورة يناير، حيث اتّهمه الجمهور بأنه إعلام تابع لنظام مبارك، وما أكد هذا الاتهام هو أن الإعلام المصري أصبح إعلاماً لجماعة الإخوان المحظورة بعد توّلي "عبد المقصود" مسؤولية الوزارة، والذي حوّل ماسبيرو إلى إعلام موجّه فقط للجماعة. وقد أكد "لاشين" - في ذات السياق - أنه لم يتلقّ أيّة تعليمات من الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، كما كان يتلقّى من صلاح عبد المقصود، تعليمات أثناء توليه رئاسة القناة الأولى خلال عام حكم جماعة الإخوان، وتعليماتها فقط تخصّ الحرص على شكل الشاشة وعدم الخروج عن حدود المهنية، وأضاف "لاشين" أن شرف الدين لم تصدر تعليمات بخصوص استضافة ضيوف محدّدين على شاشات التليفزيون المصري، موضحا رفضه التام لاستضافة أيّ إخواني أو أي شخص يحرّض على الخراب والهدم، كما أيّد "لاشين" فكرة هيكلة قطاع التليفزيون، واستبعد فكرة الاستغناء عن العاملين كما أشاع البعض، مفسِّراً معنى الهيكلة بأنها وضع كل موظف في التليفزيون في مكانه الصحيح، لأن في الفترة الأخيرة أصبح كل موظف يعمل في غير وظيفته، فالمنتج يعمل مخرجاً والعكس صحيح، فإذا قام كل موظف بالعمل في مكانه الصحيح واستغلال إمكانياته سيتغيّر حال التليفزيون تماما. وعن رأيه في أداء شكري أبو عميرة، رئيس التليفزيون السابق، قال لاشين: "شهادتي مجروحة، ولكن كل واحد بيشتغل في الفترة اللي بيتولي فيها من وجهة نظره، وكل يحاسب على وجهة نظره"، ولكنه - في نفس الوقت - يرى أن شاشة التليفزيون في الفترة الأخيرة دون ملامح، وتحتاج إلى إعادة تنظيم البرامج من حيث الفترات والمضمون، وهو ما سيحاول تحقيقه خلال الفترة المقبلة، ويرى "لاشين" أن صلاح عبد المقصود - وزير الإعلام الإخواني السابق - قد ترك علامة سيئة يعاني منها التليفزيون إلى الآن، وهي: "اللعب في نفوس البشر"، حيث ما زال يعاني منها هو شخصيا، وأوضح "لاشين" كذلك أن القطاع يوجد فيه إلى الآن أشخاص يؤمنون بنظرية: "كلّ ما صوتك علي، كل ما بقيت أقوى" - على حدّ تعبيره - كما أدّى "عبد المقصود" إلى وجود انقسام داخل القطاع الواحد وبين أبنائه وهو ما يصعب عليه تقبّله، حيث أصبح العاملون يتنافسون ويتصارعون على ما هو غير مفيد للشاشة، ممّا يؤدّي إلى انقسامها. وبسؤاله عن مدى احتمالية دخول التليفزيون المصري في منافسة مع القنوات الخاصة، كان "لاشين" له رأي آخر، وهو أنه لا يضع نفسه في مقارنة من الأساس مع القنوات الخاصة، حيث إنه يرى أن لكل إعلام منهما دوره، كما أن الإعلام الخاص يكون له توجّه معين حسب وجهة نظر مالك القناة أو مديرها، في حين أن التليفزيون المصري ملك للشعب.