كل إخواني كاذب، كل رئيس ينتمي إلى التنظيم الدولي فاشل، قضية منطقية أثبتها الواقع هنا في مصر مع الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أسقطه الشعب بالضربة القاضية في ثورة الخلاص المعروفة إعلاميا ب "ثورة 30 يونيو"، وهناك - في تونس - مع محمد المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي، والمنتمي إلى جماعة الإخوان في تونس، والذي يستعدّ الآن للرحيل أو العزل بعد أن استنفد مرات كذبه على شعبه، ومحاولات خداعة، واستمرار صداماته مع معارضيه. في مثل هذا اليوم - 12 ديسمبر من العام 2011 - انتخب المجلس الوطني التونسي، زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، المنصف المرزوقي، رئيسًا للجمهورية وذلك بأغلبية 153 صوتًا من إجمالي 219. ولد المرزوقي في 7 يوليو 1945 في بلدة قرمبالية، وهو الرئيس الرابع لتونس، بعد الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2010، وقد درس "المرزوقي" الطب وعاش في فرنسا لمدة 15 عاما لإكمال دراسته، وأسس مع مجموعة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 ديسمبر عام 1997، بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما شارك "المرزوقي" أيضاً في تأسيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، واعتمد المؤتمر - منذ تأسيسه - منهجاً فكريا وصفوه بأنه ينطلق من الهوية العربية الإسلامية ومن القيم والأفكار التحرّرية الإنسانية. المرزوقي - الذي حاولت دوائر الإعلام العربية إظهاره على أنه ناشط حقوقي يساري صاحب قضية - من الواضح أنه قد تحالف مع حزب النهضة الإسلامي التونسي للسيطرة على البلاد، ليصعد حزب النهضة إلى البرلمان ويشكل الحكومة، ويجلس المرزوقي على كرسي رئيس البلاد، وقد حاول "المرزوقي" في بداية عهده أن يظهر على أنه الرئيس ابن الشعب، فرفض الإقامة في القصر الرئاسي، ولكن صورته تهاوت بعد فشل حكومته وبداية تفشي التطرف الديني والإرهاب داخل تونس، وبدء سلسلة الاغتيالات التي بدأت بالمعارض اليساري "شكري بلعيد"، ثم المعارض محمد البراهمي، على يد متطرفين تونسيين يساندون حكومة النهضة. التقارير تشير إلى أن حكومة "المرزوقي" صارت مهددة بثورة شعبية على غرار ما حدث في مصر في 30 يونيو الماضي، خاصةً وقد كشفت بعض الجرائد الأجنبية والتونسية أن المخابرات كانت على علم باغتيال المعارضين، لكن الحكومة لم تتحرّك، بينما حاول "المرزوقي" - في ظل سخط الشارع والمعارضة - أن يجمّل صورته، فأخرج تصريحات شبيهة بما قاله محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المحظورة في مصر، والمرشد العام للتنيظم الدولي للإخوان الذي يضم المرزوقي وحركة النهضة التونسية - بعد أحداث الاتحادية - "بأن المعارضة تحاول اختطاف عرس الديمقراطية"، وألّف كتابا تحت عنوان "الكتاب الأسود"، يفضح فيه وسائل الإعلام التونسية بعد الحملة التي شنتها هذه الوسائل عليه. وخوفاً من مصير مثل مصير المعزول محمد مرسي في مصر، أعلن المرزوقي أن 30 يونيو في مصر هو انقلاب عسكري، وطالب الحكومة في مصر بالإفراج عن الرئيس المعزول، لكن المرزوقي، يبدو أنه لا يعلم - أنه "على الباغي تدور الدوائر" - وأن الشعب التونسي لن يصبر كثيراً حتى يثور على دمية إخوان تونس.