اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بنتائج قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقرارها استضافة دولة الإمارات مقر الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية إضافة إلى أهمية " مبادرة العصف الذهني والفكري " التي أطلقتها الدولة. و تحت عنوان " دروس خليجية إيجابية " أكدت صحيفة " البيان " أن القمة الخليجية التي احتضنتها دولة الكويت الشقيقة أعطت درسا جديدا في قدرة هذه المنظومة على تجاوز الرياح الطارئة وعلى انغماس قادتها في تلمس هموم واحتياجات وتطلعات المواطنين .. مشيرا إلى أن القرارات جاءت في مجملها تكاملية تنموية مع عدم إغفال الأبعاد الاستراتيجية التي قد تؤثر سلبا على المنظومة التي تقع في قلب أكثر مناطق هذا الكون حساسية. وأضافت إن قرار القادة إنشاء القيادة العسكرية الموحدة كانت حزمة قوية من القرارات التي تصب في خانة تعزيز مسيرة التعاون المشترك والدفع بها إلى آفاق أرحب في سبيل تنمية شاملة في مختلف المجالات في إطار تعزيز المشاركة الشعبية. وأشارت إلى أنه في هذا الإطار يأتي تأسيس برنامج دائم لشباب دول مجلس التعاون بهدف تنمية قدراتهم وتفعيل مساهمتهم في العمل الإنمائي والإنساني وتعزيز روح القيادة والانتماء لديهم عبر التعريف بالهوية الخليجية وترسيخها والحرص على تفعيل العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وأوضحت أنه على اعتبار أن بوابة التنمية هي الاقتصاد ومفتاحها هو الأمن كانت التوصيات النابعة من لدن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي في هذا السبيل فكان التأكيد والتركيز على ضرورة الاستمرار في خطوات التكامل في كل المجالات الاقتصادية ودفع العمل في الاتحاد النقدي وتنفيذ متطلبات السوق الخليجية المشتركة. وأكدت أن مخرجات هذه القمة التي اجتازت بدبلوماسية راقية التبيان الحاصل على مستوى الاتحاد الخليجي تعتبر بلا شك قفزات نوعية تتوخى تحقيق حلم الاتحاد وتقوية صواري سفينة هذا المجلس لتجعل أشرعته أكثر مقاومة أمام العاديات والظروف. وقالت إنه كما في كل قمة أعطت القمة الخليجية ال/ 34 / درسا جديدا في التعامل الإيجابي الحليم والصادق حيال الجارة إيران.. فكان الترحيب بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة 5 + 1 مع إيران في جنيف خلال شهر نوفمبر الماضي.. فالهدف هو دائما السلم والأمن والاستقرار في المنطقة. وأشارت " البيان " في ختام افتتاحيتها إلى أنه من هذا المنطلق كانت الدعوة لإيران للتجاوب الإيجابي مع الدعوات المخلصة لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة.. ومن هذا المنطلق أيضا تمنوا السلام لفلسطين وسوريا ومصر. من جانبها قالت صحيفة " الخليج " إنه من خلال التحولات الكبرى التي جرت في العصر الحديث وخصوصا تلك الثورات التي غيرت وجه العالم كان للنخبة من مفكرين ومثقفين وسياسيين واقتصاديين وشعراء دور في التمهيد لها والمشاركة فيها وتحديد وجهتها . وتحت عنوان " النخبة الغائبة ودورها " أوضحت أن النخبة كانت تلعب دور المحرك نظرا إلى قدرتها على فهم الواقع ومعايشته ومن ثم القدرة على استشفاف المستقبل وإمكانية التغيير لبلوغه واستخدمت في ذلك كل ما لديها من فكر وإبداع في شتى ميادين عملها واختصاصها لوضع ركائز وأسس استبدال ما هو قائم وسلبي من استبداد وظلم وقهر وجهل وتخلف والتمهيد للانتقال إلى مراحل أخرى بديلة من الديمقراطية والحرية والتنمية والارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة . وأضافت أن هناك دولا كانت أقل وزنا وشأنا وإمكانات مادية وبشرية من الدول العربية تمكنت خلال سنوات قليلة من عبور مرحلة التخلف إلى مرحلة متطورة من التقدم علميا وصناعيا واقتصاديا بل صارت لاعبا مهما ومقررا في الشأن الدولي على مختلف المستويات..مشيرة إلى أن هناك خللا بنيويا في ما يتعلق بتغيير الواقع العربي وإبقائه في حالة من الاستنقاع . وقالت إذا كانت بعض الأنظمة مصابة بالضمور وعدم القدرة على استيعاب تطورات العصر ولا يعنيها ما يجري حولها في العالم ولا تريد التغيير لأنه لا يعنيها إلا أن النخب العربية بدورها تبدو في حالة عسر ذهني وفكري إما لأنها باتت جزءا من هذه الأنظمة وإما لأنها غير قادرة على القيام بالدور المفترض . وأشارت إلى أن ذلك يبدو واضحا من الدور الباهت للنخب العربية إزاء ما يجري الآن على الأرض العربية من صراع هويات وطوائف ومذاهب ومصالح إقليمية ودولية رغم ما تشكله من مخاطر على مستقبل الدول العربية مجتمعة . وأعربت " الخليج " في ختام افتتاحيتها عن أملها في أن يتسع مدى " مبادرة العصف الذهني والفكري " التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة ودعوة الجميع للمشاركة فيها وعلى المستويات كافة وفي كل المجالات لوضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية .. لتشمل كل الدول العربية وتشكل الخطوات الأولى لمشروع نهضوي عربي يخرج النخبة من القمقم الذي تعيش فيه إلى ميادين الفكر والإبداع والتطوير .