تحولت طبيبة بقسم النساء والتوليد بمستشفى الأقصر العام إلى مريضة في واقعة هي الأولى من نوعها، وهي تحت التعقيم أثناء قيامها بإجراء عملية ولادة قيصرية لأم حامل بالمستشفى، وذلك بعد أن أصيبت بنزيف حاد، إلا أنها تجاهلته لتستكمل إجراء العملية، وضحت بنفسها وجنينها وبسبب الآلام الحادة عجزت الطبيبة عن إنهاء العملية. بدأت الواقعة عندما قامت الطبيبة ميرفت محمد طلعت بمعالجة لسيدة حامل، قادمة من إحدى قرى الأقصر وإجراء عملية الولادة القيصرية لها داخل غرفة العمليات بمستشفى الأقصر العام وأثناء قيامها بذلك في فترة عملها بالمستشفى شعرت الطبيبة بالآم مبرحة أثناء إجرائها للعملية الجراحية للمريضة وهى حامل، ولكنها رفضت وأصرت على أداء عملها ظنا انه تعب عادى من نظير قرب انتهاء الوردية، وتجاهلت ألمها الشديد وواصلت عملها بجد واجتهاد واستكملت عملية ولادة المريضة وبعد التعقيم وفتح بطن المريضة ازدادت حال الأخصائية إرهاقا وأصيبت بحالة من الإجهاد والإنهاك تبعه نزيف حاد وتم استدعاء الدكتور عصام سعيد أخصائي النساء والتوليد والدكتور أحمد أبو زيد طبيب أطفال حديثي ولادة ومبتسرين وطبيب التخدير لاستكمال العملية للأم إلى أن وضعت مولودها بسلام وتم الاطمئنان علي صحة وسلامة الطفل المولود. فيما جري نقل الطبيبة، إلى غرفة العمليات المجاورة وتم استدعاء نقيب أطباء الأقصر الدكتور احمد حمزة استشاري جراحة النساء والتوليد، الذي قام بفحص زميلته الطبيبة حيث تبين أنها كانت تعاني من حالة حمل خارج الرحم، ونظرا لإجهادها أثناء العمل أصيبت بنزيف حاد داخل غرفة العمليات أثناء إجرائها تلك العملية القيصرية، وبسبب ضغط العمل بالمستشفي في ظل وجود 3 حالات ولادة قيصرية بالمستشفي في ذلك التوقيت لم يسعف الوقت أطباء المستشفي المتواجدين بتلك النوبتجية من المشاركة في العملية الجراحية التي خضعت لها الطبيبة لإزالة الحمل، لذلك تم استدعاء أطباء آخرين وتم إيقاف النزيف وهي حاليا ما زالت محجوزة بغرفة 203 بمستشفى الأقصر العام لتلقي العلاج من آثار النزيف الحاد ومتابعة حالتها الصحية. وطالب نقيب الأطباء بالأقصر بتكريم الدكتورة ميرفت محمد، نظرا لجهودها وتفانيها في العمل وإخلاصها وتضحيتها أثناء أداء وظيفتها رغم ما تعرضت له من نزيف وإجهاد كاد يؤدي بحياتها أثناء قيامها بواجباتها الوظيفية في المستشفي. فيما وجه محافظ الأقصر محمد بدر شكره لكل من يخلص في عمله معربا عن تقديره لمن يجتهدون ويتفانون في أداء مهامهم ويعملون بضمير دون انتظار مكافأة أو ثواب، واثني المحافظ علي الدور البطولي الذي قامت به الطبيبة وأنها ضحت بنفسها جنينها في سبيل أداء عملها بضمير لافتا إلى أنه سيتم الإعداد لاحتفالية لتكريم الطبيبة لإخلاصها في العمل ولدورها المتميز في إعلاء رسالة الطب ورفع قيمة العمل بضمير مؤكدا أن مثل هؤلاء يجب أن يكونوا قدوة لغيرهم ومثالا يحتذي به ليس في الطب فقط وإنما في كافة المجالات.