الغموض والتشويق.. تيمة "مراد" المفضلة بعد "الفيل الأزرق"

فى عام 1979 استطاع فيلم الخيال العلمي «alien» للمخرج الشهير رايدلي سكوت أن يحدث جلبة وردة فعل عالمية واسعة، لما تضمنه الفيلم من فكرة وإمكانيات تفوقت على دراما تلك الفترة، والتى كانت بمثابة المغامرة من جانب سكوت، ولكن كان لهذا التوجه الجديد أثره الإيجابى على ظهور العديد من أفلام الخيال العلمى فيما بعد، والتى حاولت أن تحاكى تلك الثورة التي أشعلها سكوت، وتجلت فيما بعد بعدد من الأعمال السينمائية المهمة مثل سلسلة أفلام الخيال العلمي «Matrix» للنجم كيانو ريفيز، ومن تأليف وإخراج الإخوة واشووسكي، لتنتشر بعدها أصداء تلك الثورة لتغير مجرى السينما العالمية إلى الآن.
ومن خلال هذه المقدمة.. يمكننا القول إن نفس الظروف تشابهت وتطابقت مع أحداث فيلم الغموض والتشويق الجديد «الأصليين»، والذى يرمى بظلاله ويرسخ لنوع درامى جديد يتم تقديمه للمرة الأولي للمشاهد العربى، حيث يحمل علي عاتقه عبء تقبل الجمهور لهذا النوع المختلف، والذى وإن لاقي استحسانًا من المشاهدين سيكون بمثابة ثورة جديدة في صناعة السينما المصرية كتلك التى أشعلها سكوت في سبعينيات القرن الماضى.
ويعود المخرج الشاب مروان حامد للتعاون من جديد مع المؤلف أحمد مراد فى أول عمل يكتبه للسينما فقط، منذ أن قدما سويًا في عام 2014 فيلم «الفيل الأزرق» للنجم كريم عبدالعزيز والذى لاقى نجاحًا واستحسانًا جعلهما يتحمسان لتكرار التجربة من جديد، وتدور أحداث الفيلم فى إطار تشويقى مليء بالغموض حول رب أسرة صغيرة يدعي سمير عليوة، والذى يقوم بأدائه الفنان «ماجد الكدوانى»، والذى يفاجأ بقرار فصله من عمله بعد إعلان تخفيض العمالة، ليحاول أن يبحث عن فرصة عمل أخرى خوفًا من مواجهة أسرته بهذه الحقيقة الموجعة، ولكنه يتلقى صدمة أخرى بأن رصيده في البنك أصبح صفرًا من أجل سداد مستحقات متأخرة، ليصل إلى منزله بعدها ويجد تليفونا «محمولا» ودعوة له لوضع بصمة يده ليشاهد سمير فيديو غامضا يتناول حياته في الماضى، ويتلقي مكالمة بعدها ستغير مصير حياته بالكامل. و«الأصليين» هى عبارة عن منظمة تقوم بعمليات تجسس، وذلك عن طريق استخدام البصمة الوراثية للعين.
ولعل الكاتب أحمد مراد ازداد إعجابه مؤخرًا بتيمة الغموض والتشويق بعد نجاح الفيل الأزرق، والإشادات الإيجابية الواسعة من جانب الجمهور، حيث فضل مراد لأول مرة أن يقدم قصته في شكل سيناريو سينمائى وليس رواية فى شكلها المعتاد، حيث انتصرت الفكرة الأولى على نظيرتها بعد جلسة عمل مع مخرج الفيلم مروان حامد، حيث من المرجح أن يكون مراد وقع فى فخ التشتت ما بين كتابة الرواية وعمل معالجة سينمائية لها وعنصر الوقت ودوره في حسم هذه المسألة.
الفيلم من بطولة النجوم ماجد الكدوانى، خالد الصاوى، منة شلبى، كندة علوش، محمد ممدوح، من تأليف أحمد مراد، ومن إخراج مروان حامد.