أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن هناك الكثير من الآيات التي تدعو إلى الهدنة والتعايش والرحمة والمودة، وترك الناس في حرية ومنها قوله تعالى: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، وقال أيضًا: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"، وغيرها من الآيات التي تدل على أن المجتمع هو في مساحة كبيرة من الحرية. وتعجب مفتي الجمهورية، خلال لقائه في برنامج "مع المفتي" المذاع على قناة الناس، من اعتقاد المتطرفين بأن آيات الرحمة والمودة منسوخة، لكونها نزلت قبل فتح مكة، والرسول فتح مكة ومن قبل الفتح صلح الحديبية، ولم يأمر بقتل المشركين ولا غير المسلمين في ذلك الوقت، فالثابت أن بعضهم لم يدخل الإسلام بدليل أن أبا سفيان بن حرب لم يزل بعد على الشرك، ومع ذلك قال النبي: "مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ". وأوضح مفتي الجمهورية، أن هناك نماذج من الأحداث التي وقعت أثناء فتح مكة ومنها قول أحد الصحابة " الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الْيوم يوم المرحمة". وأشار مفتي الجمهورية، إلى تأثر كثير من الفتاوى بهذا الاتجاه القائل بالنسخ، فقد رصدت دار الإفتاء المصرية خمسة آلاف وخمسمائة فتوى تحدد العلاقة بين المسلمين والمسيحين، وكان من نتائج تحليل هذا الرصد أن سبعين في المائة من هذه الفتاوى يحرم التعامل، وأن عشرين منها يجعل التعامل معهم مكروها، وعشرة بالمائة فقط تجعل التعامل معهم مباحا، وهذا التحليل يفصح عن تضييق دائرة العيش المشترك التي كانت واسعة في أيام رسول الله.