أثنى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على صلح الحديبية، مؤكدًا أنه في غاية البراعة لأنه أرسى لمبدأ أصيل في أن لولى الأمر أو الدولة أن تتصرف بما تمليه المصلحة، وقد تكون المصلحة غائبة عن البعض لأن ليس عندهم المعلومات الكافية، وهو ما أُتيح للنبي عن طريق الوحي فعَلِم ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل. وأضاف مفتي الجمهورية، في حديثه لبرنامج "مع المفتي" المذاع على قناة الناس، أن المصلحة الشرعية تقتضى في كثير من الأمور اتّخاذ السياسة الناجحة التي تؤدى إلى عصمة الدماء، وهو ما حدث في تجاوز النبي عن بعض الأمور من أجل المصلحة الشرعية كشطب ألفاظ في وثيقة الصلح ك " بسم الله " أو " رسول الله " وهو الحق الذى لا حق بعده، مشيرًا إلى الرسول أراد أن يعطى القدوة للمسلمين من التعامل المرن مع الأحداث، برغم تعجب بعض المسلمين في بداية الأمر كقول سيدنا عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ النبي «بَلَى»؛ قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، فَقَالَ النبي: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا». وأوضح مفتي الجمهورية، أن الناظر لحال الصحابة عند خروجهم لهذا الصلح يرى أنهم لم يكونوا مجيّشين أو مسلحين، بل ذهبوا لأداء العمرة، وعلى الرغم من أنهم عاهدوا النبي عندما بايعوه تحت الشجرة على بذل النفس في الدفاع عن الدين، إلا أن الرسول كان أول المتشوقين لتجنب إراقة الدماء وعصمتها وهو ما حدث.