بلد الانقلابات العائلية.. لا يأمن فيها الأب من ابنه والأخ من أخيه.. دفتر الشيكات يحول الخيمة والنخلتين إلى دولة «البارانويا» السياسية «قطر وتركيا والإخوان» انتهاك حقوق الإنسان.. الازدواجية المسكوت عنها صندوق بريد سريع لإسرائيل.. وخدمات لا تعد ولا تحصى دولة بلا تاريخ أو حضارة، تنفق ببذخ يتجاوز حدود الخيال لشراء التاريخ والحضارة، لكن اليقين الراسخ أن هناك أشياء كثيرة لا تشترى، والتاريخ والحضارة فى الصدارة. قطر دويلة صغيرة، لا يزيد طولها على مائة وستين كيلومترا، أما العرض فيقل عن المائة كيلو.. عدد السكان محدود بالتبعية، والثروة الطائلة هبة سخية من الطبيعة، فهل يمكن للثراء المادى وحده أن يصنع دولة عظمى؟ «ثرى حرب» مصطلح شهير عند الحديث عمن يصعدون اقتصاديا فى أجواء الحرب المضطربة، بكل ما يصاحبها من متغيرات لا ضوابط فيها أو قواعد، ويمكن القول إن إمارة قطر لا تختلف كثيرا عن أثرياء الحرب هؤلاء، الذين يبحثون فى اندفاع جنونى أهوج عن وجاهة لا وجود لها، ويدفعون الملايين لشراء لقب يتوهمون أنه يمنح المكانة ويصنع تاريخا. الأستاذة حنان أبوالضياء، الصحفية الجادة المثقفة المسلحة بالرؤية الواعية الشاملة التى لا تقترن بالمناسبات كما هو الحال عند غيرها، تقدم فى كتابها المتميز «قطر تشترى العالم.. مستعمرة الصهاينة فى الوطن العربى» الصادر عن دار «كتبخانة للنشر والطباعة والتوزيع» فبراير 2014، جهدا غير مسبوق للكشف عن حقيقة الدويلة التى تلعب دورا سلبيا مدمرا عمديا، بحيث يمكن القول إنها مستعمرة الصهاينة، كما يشير عنوان الكتاب الذى يعتمد فى معالجته على الحقائق والوثائق، ويفضح الدور المشبوه الذى تقوم به الإمارة الصغيرة لتنفيذ مشروع برنارد لويس لتقسيم دول الشرق العربى، لتصبح دويلات هشة لا يعتد بها، فى سبيل هذا الهدف تتحرك يمينا ويسارا مسلحة ب«زكيبة فلوس» تبعثر منها ولا تملك سلاحا آخر.