قال الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر، توقع الكثيرين أن يلغي البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، زيارته أو على الأقل يؤجلها بعد تفجيرات طنطا والإسكندرية، ولكن البابا فرنسيس بابا روما أصر أن يأتي في ظل هذه الظروف لأن رسالة البابا خليفة للقديس بطرس أن يرعى ويقوي ويتضامن مع إخوته في الإنسانية كما طلب منه السيد المسيح. وأضاف: ضيف مصر هو البابا ال266 في سلسلة باباوات روما وقد اعتلى السدة البطرسية في مارس 2013 خلفًا للبابا الفخري بندكتوس السادس عشر والمفاجئة أنه أتى من خارج القارة الأوربية التي احتفظت بالبابوية لمدة 1200 سنة وأتى الإختيار من أمريكا الجنوبية ومن دول العالم الثالث مثلنا وتحديدًا من الأرجنتين. واشار جريش ولد جورج برجوليو في بيونيس في 17 ديسمبر 1936 لأبوين إيطاليين مهاجرين وهو واحد من خمسة أبناء وفي سن حديثة اسئصلت إحدى رئتيه نتيجة عدوى ثم حصل على شهادة الهندسة الكيماوية وماجيستير في الكيمياء من جامعة بيونس أيرس ثم درس في أكليركية فيلاديفاتو ليدخل جمعية الرهبان اليسوعيين في مارس 1958 ثم حصل على الدروس اللاهوتية ثم درس الأدب وعلم النفس في كلية الحبل بلا دنس ثم سيم كاهنًا في 13 ديسمبر 1969 ثم أكمل دراسته اللاهوتية وأصبح معلم الإبتداء فأستاذًا للاهوت ومن عام 1980 حتى 1986 رئيسًا للكلية الأكليركية في سان ماجيل (ميخائيل) ليسافر لألمانيا والحصول على دكتوراه من هناك وفي عام 1992 سُيم وعين كمطران مساعد للكاردينال أنطونيو كوارا شيفو رئيس أساقفة بيونس أيرس. وفي عام 1998 أصبح هو رئيس أساقفة العاصمة الأرجنتينية والمسؤول عن الكنائس الشرقية وفي عام 2001 أعطاه البابا يوحنا بولس الثاني الكرامة الكاردينالية وعمل بجانب عمله كرئيس أساقفة بوظائف بالديوان الحبري منها عضو في المجمع الحبري الخاص بالعبادة ونظام الأسرار وعضو في المجمع الحبري للكهنة وعضو في المجمع الحبري للحياة المكرسة والرسولية وعضو في المجمع الحبري للعائلة وعضو في اللجنة الخاصة بأمريكا الجنوبية. وزاد المتحدث باسم الكنيسة في مصر لا ننسى أن الأرجنتين دولة من الجنوب ومن العالم الثالث فهي مستعمرة إسبانية قديمة استقلت عام 1810 ولذلك لغتها هي الإسبانية يعيش بها مجموعات أثنية كبيرة من البيض الذين يمثلون 61% من عدد السكان فالهنود الحمر والسود من أصول آسيوية وشاهدت الأرجنتين اضطرابات سياسية فذُكر منها في التاريخ الجديث الثورة الشعبية التي جاءت بوزير الحربية 1946 خوان بيرون الذي أسس الحركة بيرونية وزوجته إيفا بيرون معشوقة الجماهير التي ساهمت في إقرار حقوق المرأة والفقراء ثم دخلت الأرجنتين في اضطرابات سياسية جديدة وانقلابات عسكرية الى أن استقر بها المطاف بدولة ديمقراطية حديثة. أما الكاردينال جورج الذي أصبح البابا عرف عنه تواضعه الشديد حيث لم يعش في قصر رئيس الأساقفة بل في شقة بسيطة واستعمل أيضًا المواصلات العامة ولم يملك سيارة خاصة وله بال طويل في تحقيق العدالة الإجتماعية وحق الفقراء والمهمشين وقد ساعد كثير من المضطهدين من الأنظمة الديكتاتورية كما قال هو ذلك عن نفسه أنه معروف بموافقة المحافظة خاصة فيما يخص الإجهاض ونتظيم الأسرة الصناعي والموت الرحيم والمثليين حتى أنه تصادم مع الحكومة في هذه الأمور وعارضها بقوة وشدة كما أن له كتب كثيرة حول التأملات الروحية وكتابات تربوية وأخرى ضد الفساد والعدالة الإجتماعية. إن اختيار البابا الجديد لإسم القديس فرنسيس له دلالة كبيرة فالقديس فرنسيس هو شفيع إيطاليا ذلك القديس الذي عاش في القرن ال13 وزار مصر وتقابل مع الخليفة الكامل وجدد الكنيسة في ذلك الوقت عندما ترك عائلته ليعيش مع الفقراء والمهمشين والمحتاجين ويجدد الحياة الرهبانية وتؤسس رهبنة الفرنسيسكان ليعيشوا حياة العفة والفقر ويكونوا قريبين من كل محتاج. لم يتردد العام الماضي أن يذهب إلى أفريقيا الوسطى حيث الحرب بين المسلمين والمسيحيين بسبب الأصول القبلية بل دخل ألى المسجد واجتمع فيه بالجميع لوضع السلام. وزيارته لمصر هي رسالة سلام وتعزية وأمل ورجاء لكل المصريين حيث سيلتقي بالسيد الرئيس السيسي وفضيلة الإمام الأكبر شيخ جامع الأزهر والبابا تواضروس الثاني والكنيسة الكاثوليكية المحلية. وأختتم جريش ان هذه بعض ملامح البابا الجديد الذي يبدو عليه نصير الفقراء والمهمشين والضعفاء ليترجم الإنجيل إلى واقعه مُعاش.