ولد البابا فرنسيس باسم خورخي كاريو بيرجوليو، في 17 ديسمبر عام 1936، في بيونس أيرس بالأرجنتين، حصل على درجة الماجستير في الكيمياء، وعمل 3 سنوات في مجاله، اتجه إلى الطريق الكنسي وعمره 21 عاما، حيث انضم إلى الرهبنة اليسوعية عام 1958، ودرس الفلسفة واللاهوت في المعهد الإكليركي وحصل على البكالوريوس من جامعة سان ماكسيمو دي مغيل، ثم درس علم النفس والأدب في جامعة ديلا أنماكيولادا. سيم كاهنا عام 1969، وتعرض بعدها بفترة بسيطة لأزمة صحية انتهت باستئصال إحدى رئتيه، أصبح بعدها أستاذا للاهوت، وظل يقيم التدريبات الروحية للرهبان الجدد حسب قواعد الرهبنة اليسوعية في إسبانيا، إلا أن تم اختياره رئيسا إقليميا للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين، وأصبح عميد المعهد اللاهوتي، وظل يعمل به حتى عام 1986. اختاره البابا يوحنا بولس الثاني عام 1992 ليكون أسقفا مساعدا لرئيس أساقفة بيونس آيرس، وعُين قائما بالأعمال الفعلي لأبرشية عام 1997 مع حق الخلافة التلقائية بعد تقدم سن رئيس أساقفتها وتعثر صحته، وبعد أن توفى خلفه بيرجوليو، وأضيفت إلى مهامه الإشراف على الكنائس الكاثوليكية الشرقية، واشتهر حينها بالتواضع بعد أن فضل سكن شقته الصغيرة عن مقر رئاسة الأساقفة الفخم، وتخلى عن سيارة الليموزين والسائق، ليكتفي بالمواصلات العامة. كانت له إصلاحات واسهامات واضحة في حركة التبشير الإنجيلية خلال فترة رئاسته، وحين بلغ ال75 عاما قدم استقالته للبابا بنديكت السادس عشر إلا أنه رفضها، وبعد وفاة البابا يوحنا الثاني، انتخب بنديكت بابا للفاتيكان، وانتخب بيرجوليو عضوا في مجلس الأساقفة، وقدم بنديكت استقالته في 11 فبراير 2013 بدافع تقدم السن بعد حبرية دامت ثماني سنوات، وفي 13 مارس اختير بيرجوليو خلفا له، وأطل على الحشود في ساحة القديس بطرس طالبا منهم الصلاة من أجل سلفه بدنيكت ومن أجله، ثم قدم التحية التقليدية إلى المدينة والعالم، وتقلد منصبه بشكل رسمي في قداس احتفالي يوم 19 مارس. واختار البابا اسم "فرنسيس" تأثرا بالقديس فرنسيس الأسيزي من القرن الثالث عشر، حيث كان من أتباع التيار الإصلاحي في الكنيسة، وترك حياة الترف واتجه للزهد ومساعدة الفقراء والدعوة للسلام في زمن الحروب، وقال عند اختياره لهذا الاسم إنه يريد كنيسة فقيرة وتدافع عن الفقراء، ومنذ توليه ذلك المنصب قام بتطويب العديد من القديسين، وركز على التعليم اللاهوتي والاجتماعي، وشجع العلاقات بين الطوائف المسيحية، واستطاع أن يبعث للعالم برسائل المحبة والسلام والتواضع. وقد رشحت صحيفة الجارديان البابا فرنسيس للقب شخصية العام، في استفتاء "تايم" الأمريكية، معللة ذلك بأنه أكثر الشخصيات التي ذكرت على الإنترنت باللغة الإنجليزية عام 2103، واحتل المركز ال14 في أكثر المتابعين على "تويتر"، كما أهلته مواقفه الإنسانية مع المرضى والمشوهين والمحتاجين.