جثا البابا فرنسيس عند ضريح القديس بطرس، وتسلم إشارات السلطة البابوية في مراسم تنصيب ضخمة، الثلاثاء، وتعهد برعاية "المحرومين والضعفاء" بين الناس، فيما تجمع قرابة مائتي ألف مؤمن لتحية البابا المتحدر من الأرجنتين، ملوحين بأعلام من كل الدول، بينما تعهد البابا الجديد بأن حبريته ستركز على "التواضع والإيمان الحقيقيين". وفي عظة تأثرت إلى حد كبير بتعاليم فرنسيس الأسيزي، القديس الذي اختار البابا أن يتخذ اسمه، حث الحبر الأعظم المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين على عدم السماح "لعلامات الدمار والموت بأن تواكب تقدم العالم". وأكد الحبر الأعظم، 76 عاما، بتأثر واضح، أن على البابا أن "يستقبل الجميع بعطف وحنان، بخاصة المحرومون والضعفاء والمهمشون". وتابع البابا، الذي جال في ساحة القديس بطرس على متن سيارته المكشوفة تحت سماء مشمسة ووسط هتافات "يعيش البابا"، أنه "وسط كل هذا الظلام علينا أن نرى نور الأمل". وفي تغريدة نشرت بعد القداس على حسابه، قال البابا "فلنحمي الكون بمحبة". وهذا الحساب بتسع لغات، وقد فتحه سلفه في ديسمبر، وبات يتابعه 4 ملايين شخص. وكان رئيس أساقفة بوينوس أيرس السابق خورخي برغوليو، من منتقدي صندوق النقد الدولي والأسواق الرأسمالية التي لا تخضع للرقابة، وهو موقف يمكن أن يجعل منه صوتا مهما في أوروبا التي تمر بمرحلة تقشف. وتسلم البابا شارات الحبرية ال 266، وهي درع يلبس فوق البطرشيل، ويرمز إلى دور البابا الراعي، وعليه صلبان حمراء ترمز إلى آلام المسيح. والشارة الأخرى هي "خاتم الصياد" وقد ألبسه عميد الكرادلة أنجيلو سودانو للبابا، وهو عبارة عن خاتم يضعه الباباوات تكريما للقديس بطرس الذي كان صيادا في الأساس. وعلق رودريجو جراخاليس، وهو كاهن كولومبي، "ستكون الكنيسة مع البابا فرنسيس أقرب إلى الناس وإلى العالم الحديث". وقالت الأخت روز، وهي راهبة إيطالية مسنة، إنها تتوقع أن يكون البابا "مثل قديس فرنسيس جديد على الأرض للدعوة إلى المحبة والطيبة والفقر والتواضع". وأشار الفاتيكان إلى أن عدد المشاركين في القداس تراوح بين 150 و200 ألف شخص. ودعا البابا فرنسيس إلى "كنيسة فقيرة تخدم الفقراء"، محذرا الكرادلة في العالم من السعي وراء الأمجاد، وقائلا إن الكنيسة الكاثوليكية ما لم تمر بتجدد روحي عميق "ستنهار كقصر من الرمال".