يفتتح السفير المصري بالكويت ياسر عاطف ترافقه الشيخة الطاف السالم الصباح الرئيسة الفخرية لمؤسسة جمعية بيت السدو معرض ومحاضرة وورشة عمل عن فن " السيرما المصرية" الأحد القادم والذي تقيمه السفارة المصرية بالتعاون مع مؤسسة جمعية بيت السدو والمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والاداب. وتلقي الدكتورة هبه نايل بركات استاذ تاريخ الفن والعمارة الاسلامية وحرم السفير المصري بالكويت محاضرة خلال المعرض تحت عنوان " الحفاظ على فن تطريز السيرما.. التراثي من الاندثار ". وقالت الدكتورة هبه بركات، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط بالكويت اليوم الجمعة، إن الهدف من المعرض التعريف بفن السيرما وتاريخه والقاء الضوء على هذا الفن المصري الجميل من خلال المعرض والمحاضرة وورشة العمل التى تقام على هامش المعرض. وأضافت ان المعرض يقام تحت مظلة المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب كتكريم لحرفة يدوية تاريخية لها مكانة خاصة فى الوطن العربى، وهى حرفة السيرما، التى كان لها الشرف ان يزين بها كسوة الكعبة الشريفة على مر العصور. وأشارت بركات إلى أن فن التطريز بالخيوط الذهب والفضه المعدنية– السيرما- تستخدم لتزين المنسوجات داخل المنزل من المفروشات كالستائر والمفارش والتابلوهات القيمة كما كانت تستخدم السيرما في تطريز افخر الملابس وخاصأ ملابس الزفاف ومستلزمات العروس. واشارت الى ان اختيار فن السيرما لتزين كسوة الكعبة المشرفة يرجع الى ان الخامات المستخدمة في فن السيرما تعتبر من امتن الخامات المستخدمة في التطريز، فطرزت الايات القرآنية كجزء من "البرقع" او غطاء باب الكعبة، والجرام الذى يلتف حول الكعبة. ولفتت الدكتورة هبه بركات الى أن بداية تطريز وإرسال كسوه الكعبة الشريفة من مصر كان في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى فى القرن الثانى عشر ميلاديا، عندما انشئ ديوان الحج وأمير الحج الذى كانت من مهامه الاشراف على صناعة وتطريز الكسوة باستخدام أجود المواد الخام المحلية والمستورده، مشيرة إلى أن هذا التقليد ظل مستمرا فى العصرين المملوكى والعثمانى وحتي القرن العشرين، عندما انشئت المملكة العربية السعودية الشقيقة مصنع لعمل الكسوة وعلى مر العصور كان المحمل يخرج من مصر بقافلة تحمل الهدايا وغطاء قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كهدية من الشعب المصرى لبلاد الحجاز فى وسط احتفالات عديده، حيث يفتخر حرفى السيرما بشغلهم الذى سوف يلاصق بيت الله الحرام. واوضحت بركات أن حرفة السيرما تعتمد كليا على الدقة وصبر الصانع الحرفى المتمرس، فلكى يجذب الانتباه للتطريز المتميز فهو يرفع الغرزه سنتمترا عن سطح النسيج باستخدام حشو مميز كما يستخدم الخيوط المعدنية المذهبة والمفضضة لكى تتألق فى الضوء فتلقى اعجاب الجميع. واشارت الى ان الحرفى في فن السيرما يستلهم نماذج التطريز من المحيط التاريخى بمدينة القاهرة، ويرسم بدقة التصاميم ويكونها فى كرتون مقوى فى شكل لوحه قبل البدء فى التطريز، فكل قطعة تكون فريده من نوعها، لها شكلها الخاص، مطرزه يدويا ولا يستخدم فيها الالات. وعن ابرز الموضوعات الفنية التي يعبر عنها فن السيرما ذكرت أن الفنان يهتم بنسخ الأيات القرأنية، وابيات كتابية كالشعر والاحاديث، كما احب نموذج اسماء اللة الحسنة، واستخدام الارابسك والنباتات فى التزيين. وتألقت الحرفة فى العصر العثمانى بمصر واسطنبول، واصبحت تزين الارواب الملكية، وفساتين النخبه، كما كانت تستخدم فى ملابس وجداريات الكنائس القبطية بمصر. واشارت الدكتورة بركات الي ان فى غصون الثلاثة ايام التى يستمر خلالها المعرض سوف يقوم الفنانون المصريين السيد حسن عثمان واحمد كمال بتعليم فن تطريز السيرما على رواد جمعيات بيت السدو. لافتا الى ان الفنان المصري السيد حسن عثمان تعلم حرفة السيرما على يد والديه، ابا عن جد، وترعرع فى حى الازهر حيث ورشة السيرما، التى يعود تاريخ انشائها الى اكثر من 100 عام كانت لها دورا كبير فى تصنيع كسوة الكعبة الشريفة. ويفتخربان جدوده من قامو بذلك كما يفتخر بالحرفة المتميزه، التى هى اكثر من حرفة يدوية تراثية، بل هى فن عميق يحمل بين خيوطه حكايات كثيرة تروى تاريخنا العظيم.