الأهالي: مكسبنا من كسوة الكعبة كان زي تجارة الدهب.. والبطالة ضيعتنا والحكومة همشتنا تعتبر قرية شما التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، من أكبر القرى بالمحافظة، من حيث المساحة وعدد السكان والذى يبلغ ما يقرب ال 30 ألف نسمة، وتعتبر هذه القرية من القرى التى لها تاريخ كبير وشهرة واسعة ولكن هذا التاريخ والشهرة اندثر مع مرور الوقت ونسى تاريخها العريق، خاصة بعد أن اشتهرت القرية بمذبحة أبو حريرة وأصبحت معروفة لدى الكثيرين بأن بها تجار المخدرات والسلاح من أكبر عائلة إجرامية فى تاريخ المحافظة. ويرجع تاريخ القرية مع كسوة الكعبة، قبل 53 عامًا حيث تميزت "شما" بصناعة الكسوة المشرفة إلا أنها وبعد توقف إرسالها فى عام 1962 وتدهور أعمال الخشخان والسيرما بدأت أحوال القرية فى التدهور وانقرضت تلك الأعمال بسبب غياب دور الدولة فى دعم هذه الصناعة وإقامة معارض تسويقية فى الداخل والخارج، حيث كانت تلك القرية نموذجًا فى العمل اليدوى لكل أعمال السيرما والخشخان وتجليد كسوة الكعبة وقنديل الكعبة ومقام سيدنا إبراهيم واللوحات المطرزة خاصة الخطوط القرآنية التى تحاك على التابلوهات وهذا ما لا يعرفه الكثيرون حتى من أبناء المنوفية أنفسهم. وأكد أهل القرية، أن حرفتنا هى فن الذوق الرفيع الذى بدأ فى مصر بصناعة كسوة الكعبة وهى مهنة ورثناها عن أجدادنا حيث تعلمنا الصبر ودقة التطريز والألوان ونخشى أن تنقرض هذه الصناعة الحرفية القديمة بسبب كساد المنتج والذى يظل يعمل به الشباب أكثر من شهرين للانتهاء من الأحزمة المكونة لكسوة الكعبة والقناديل ومقام سيدنا إبراهيم ونبيع منتجاتنا بشكل محدود لا يغطى احتياجات العاملين فى هذه الصناعة. وأضاف الأهالي، أنه رغم المعاناة الشديدة لكننا لن لن نترك مهنتنا ونطالب أجهزة الدولة المعنية بالتدخل السريع لإنقاذ هذه الصناعة الحائرة بين كساد المنتج وغزو المقلد وعدم توفير معارض خارجية مدعومة من الدولة لعرض هذه المنتجات التى تفوقنا فى صناعتها على دول تركيا وتونس والهند.. وأشاروا، إلى أن مكسب هذه الحرفة كان كبيرًا حيث كان يضاهى مكسب العاملين فى الذهب ثم بدأنا فى عمل أجزاء من كسوة الكعبة الحديثة وتجليد القديمة ثم شاركنا السوريون المهنة وبدأوا يشتغلون معنا فى كسوة الكعبة ويبيعون منتجاتنا على أنها أنتيكات فى القصور . كما تنتشر بالقرية أيضًا صناعات تكميلية كثيرة مثل الخطاط والرسام والقماش وبائع الخيوط، حيث إنها من القرى المصرية القديمة التى تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة من فرعونية ويونانية ورومانية وإسلامية فهى من القرى المصرية القديمة التى ظلت محتفظة فقط بصناعة السيرما . وتعانى القرية بعد أن أصبحت تلك المهن من الماضى البطالة الواضحة بين الشباب مما أدى إلى تجارة المخدرات وتعاطيها وانتشار تجارة السلاح وانتشار عائلة السوء وتكوين بؤر إجرامية داخل القرية لاستقطاب الشباب العاطل . وقد أدى ذلك إلى انتشار الجريمة وتوالى الحملات الأمنية داخل القرية وكانت النتيجة حدوث مذبحة أولاد أبو حريرة التى راح ضحيتها 7 أشخاص وعشرات المصابين، حيث تحولت القرية بعدها إلى ثكنة عسكرية وأصبحت من القرى المصنفة خطرًا على الأمن العام . ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد فقط، بل أن إهمال الدولة وصل إلى أعماق القرية فلم تكتف الدولة فى التسبب فى انتشار البطالة داخل القرية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بل أن القرية أصبحت تعانى من إهمال صارخ فى جميع الخدمات من عدم وجود صرف صحى وتلوث مياه شرب وتلوث مياه الرى وانتشار القمامة داخل الشوارع. يذكر أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب، قام بالمرور على القرية أثناء زيارته الأخيرة للمحافظة، وهى الفترة الوحيدة التى تم تنظيف القرية ورفع القمامة منها ولكن بعد ذلك رجع كل شىء كما كان من إهمال حسب قول أهالى القرية .