لقي شخصان على الأقل مصرعهما وجرح العشرات في المظاهرات التي تنظمها المعارضة التايلندية منذ الأسبوع الماضي. وذكر بيان اصدرته الشرطة وتداولته وسائل الاعلام المحلية اليوم الثلاثاء ان عناصر حركة (أصحاب القمصان الحمراء) الموالية للحكومة نظمت تظاهرات في استاد رياضي بالعاصمة بانكوك احتجاجا على مقتل احد عناصرها اثر اشتباكات مع المعارضة التايلندية. في المقابل اعلنت المعارضة ان احد افرادها لقي مصرعه اليوم في اشتباكات مع الشرطة التايلندية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة المتظاهرين ما اسفر عن اصابة عشرات المتظاهرين. وتتولى الشرطة حماية القصر الرئاسي المحاصر من جانب المحتجين واستعانت بشاحنات عسكرية لحماية المباني الحكومية بعد أن صعدت المعارضة احتجاجاتها واحتلت مقرا للجيش يوم الجمعة الماضي وطالبوا الجيش الذي لم يزل واقفا على الحياد بمساندتهم. واقتحم المتظاهرون مقر الجيش بشكل سلمي دون مقاومة ما أظهر أن الجيش سيكون حليفا للمتظاهرين إلا أن قائد الجيش برايوث تشان أوتشا طالب المحتجين ب"عدم جر المؤسسة العسكرية إلى معترك السياسة". ويحاصر المتظاهرون مؤسسة الاتصالات الهاتفية التايلاندية وهيئة اتصالات تايلاند اللتين تقدمان خدمات الاتصالات الهاتفية المحلية والدولية ويستعدون لاقتحامهما. كما يخطط المتظاهرون لاحتلال ومحاصرة 10 مؤسسات حكومية من بينها مقرات للحكومة ووزارات الداخلية والخارجية والتجارة والتعليم والمالية والعمل. وفي مفارقة فريدة تجمع أكثر من 300 مسلم من المواطنين أمام مبنى المجلس الإسلامي في محافظة (فطاني) الجنوبية المضطربة سياسيا للتعبير عن موقفهم من الأزمة في بانكوك وأعربوا عن تأييدهم لقيادة رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا. وقال تاوجسوبان نائب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة وهو التي أطاحت بها حكومة ينغلوك في الانتخابات في عام 2011 "ينبغي أن نخالف القانون قليلا كي نحقق أهدافنا" مطالبا بتشكيل مجلس للشعب للقيام بإصلاحات سياسية قبل إجراء أي انتخابات جديدة. وتعد هذه الاشتباكات هي الأحدث في صراع طويل بين مؤسسة الملكيين والنخبة الثرية والطبقة المتوسطة التي تعيش في المدن من جهة وأنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذين يتحدرون من الطبقة الفقيرة في اقاليم شمالي بانكوك من جهة أخرى.(