كوني ملكة في عيدك!

فى شهر مارس تكثر الاحتفالات بالمرأة.. يوم المرأة العالمى.. والمصرى.. وعيد الأم.. ورغم ضغوط الحياة التى تعانيها كل امرأة لديها أطفال، فإن هذا لا يمنعها أن تحاول جاهدة التغلب على ضغوط الحياة، وتصبح ملكة ولو ليوم واحد فقط.. ولكى يتحقق ذلك فلابد أن تصارح المرأة نفسها حول نوعية الضغوط التى تقابلها، هل هى متوالية أى بصورة يومية، أم أنها من حين لآخر؟ وهل تشعر معها المرأة بالحزن والألم، أم بالقلق والخوف؟
أقول ذلك لأن كل نوع من الضغوط له طريقة معينة فى المعالجة، فعلى سبيل المثال، الشعور بالحزن له طرق عديدة للتخلص منه تبعًا لنوع الموقف الذى يؤدى للحزن، فقد تستطعين بمساعدة بعض الأشياء المبهجة أن تخرجى نفسك من حالة الحزن، وتنعمى بوقت مليء بالسعادة والمرح لتتجاوزى الأوقات الصعبة.. أولًا: التنفس بعمق بطريقة صحيحة قادر على إخراج مشاعر الحزن بداخلك.
ثانيًا تذكرى اللحظات السعيدة فى حياتك، فكل إنسان لديه مواقف جميلة مبهجة، ولحظات لا ينساها فى حياته، فكرى فيها وتذكريها ستشعرين حتمًا بالبهجة.
ثالثًا: أدخلى الفرحة على أى طفل، سواء كان ابنك أو من الأطفال القريبة منك، فضحكة وابتسامة الأطفال تبعث طاقة إيجابية غير عادية، لأنها من القلب، صافية وصادقة
رابعًا: قومى بعمل أى نشاط تحبينه، رياضة، موسيقى، رسم، أو اصنعى أى نوع من الحلوى المحببة لديك.
خامسًا: مهم جدًا أن ترى نفسك جميلة، غيّرى لون شعرك، التسريحة، طريقة اللبس، جمالك سيسعدك بالتأكيد، وهو أمر مهم جدًا للثقة بالنفس.
سادسًا: لا مانع من أن تدللى نفسك بهدية، إن لم يكن هناك من يشترى لك هدية.. اشتريها لنفسك وأسعدى ذاتك «دللى نفسك».
سابعًا: ابتعدى عما يزعجك؛ إذا كان حزنك بسبب وجود شخص غير مرغوب فيه، يعكر صفو حياتك ويسيء إليك، فابدئى فورًا فى اتخاذ قرار الابتعاد عنه وقطع كل صلتك به، مع مواجهته بقرارك بدون إهانة أو تجريح!
ثامنًا: تذكرى دائمًا النعم التى أنعم الله عليك بها واكتبيها فى ورقة، أو انظرى فى المرآة وتحدثى مع نفسك بصوت خافت عن هذه النعم، ستجدين قناعة ورضا.. ومن ثم احمدى الله، فلديك الكثير من النعم دون غيرك بالتأكيد، فكل منا لا يشعر بالنعم التى بين يديه، وينظر لغيره، لذا لابد من لحظات التأمل وعدّ النعم وحمد الله عليها.
وهناك نوع آخر لابد أن تتغلب عليه المرأة، وهو القلق والخوف، وهو نوع من ضغوط الحياة الصعبة، وكل البشر يعانيها نتيجة الخوف من المستقبل، سواء لنفسه أو لأبنائه، والحل دائمًا بالتوكل على الله والثقة فيه دائمًا بأن القادم أفضل مادام يسعى الإنسان إلى الأفضل، ولا يغضب الله أبدًا.. والحقيقة أن خبراء التنمية البشرية يجدون أهمية فى التحدث مع شخصيات مقربة للاستفادة من خبراتهم فى حل المشاكل التى تعترض طريق الإنسان، لأن الفضفضة بما داخلك أفضل بكثير من كتمانها، ولكن لابد أن تختار الشخص الصحيح الذى تبوح له وتستفيد من النصيحة التى يقدمها لك بأمانة. لابد دائمًا أن تتغلب على حالات اليأس التى تؤدى إلى الشعور بالخمول وعدم الرغبة فى الحركة، وبالتالى بفقد السيطرة على النفس والإصابة بالاكتئاب.. من هنا النشاط البدنى والحركة والرياضة مهمة للشعور بالصفاء الذهنى والقدرة على التفكير.. السيطرة على الأمور الصعبة والقدرة عليها أمر مهم لحل المشاكل والتغلب على الأزمات.. إن عملية السيطرة هى فى ذاتها حالة من التمكن يرضى الفرد.. اكتساب ملكة التحدى بأن يضع أهدافًا وتحديات، سواء فى العمل أو خارجه، ويبدأ فى تنفيذها.. العمل بذكاء أكثر وليس بشكل أصعب.. فالإدارة الجيدة للوقت تعنى العمل بشكل متقدم الجودة، وليس لكمية كبيرة، ولذلك لابد من تحقيق التوازن بين العمل والحياة التى تناسب الشخص نفسه.
وأخيرا.. تقبلى الأشياء كما هى، فليس من الممكن تغيير وضع صعب، ولذا لابد الاعتراف به والتعامل معه كما هو، إذا كان لابد منه، أو تركه بأكمله إذا كنت تستطيعين تحقيق ذلك.. المهم فى النهاية أن تشعرى بالرضا عن نفسك.. ومن ثم كونى ملكة ولو ليوم واحد فقط، هو يوم عيدك، كل يوم وأنت ملكة متوَّجة أيتها المرأة العظيمة.