سلط عدد من كبار كُتاب المقالات بالصحف المصرية الصادرة اليوم الخميس الضوء على عدد من القضايا التي تهم المواطن العربي والمصري أبرزها القمة العربية المقبلة في الأردن، والرقابة الإدارية ومواجهة الفساد. فتحت عنوان "السيسى وترامب وألغام نيتانياهو!" لفت الكاتب مرسى عطا الله في عموده "كل يوم" بصحيفة " الأهرام" إلى أنه على مدى 30 عاما تفصل بين اتفاق الهدنة عام 1949 واتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1979 كان المجتمع الدولى يبرر انحيازه لإسرائيل بوجود فيتو عربى يتمثل فى اللاءات الثلاثة الشهيرة «لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف».. والآن فإن المجتمع الدولى ذاته وبرغم ما قدمته الأمة العربية من تنازلات التزم صمتا أقرب إلى الخرس وهو يشهد مجاهرة الإسرائيليين باللاءات العشرة التى تنسف حلم السلام من جذوره خصوصا بعد نجاح نيتانياهو فى إقناع دونالد ترامب بمشروعية زرع عشرة ألغام تنسف حل الدولتين. وقال عطا الله إن قائمة اللاءات الإسرائيلية العشرة كانت وراء انزلاق ترامب إلى عدم الممانعة مبدئيا في استيعاد حل الدولتين مادام أن إسرائيل تقول: لا لقيام دولة فلسطينية تتمتع باستقلال كامل وتملك مقومات الحياة بمفردها.. ولا للتنازل عن القدس كعاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل.. لا عودة لحدود 4 يونيو 1967.. لا للقبول بالسيادة العربية على المسجد الأقصي.. لا عودة للاجئين ولا قبول بأى حل لمشكلتهم يتضمن اعترافا بحق العودة.. لا مساس بالمستوطنات.. لا لمنازعة إسرائيل فى حق الحصول على احتياجاتها المائية من المخزون الجوفى والأنهار العربية.. لا لأى خلل فى الميزان العسكرى بالمنطقة يمس تفوق إسرائيل المطلق على الدول العربية مجتمعة.. لا للسلام النووى لأى دولة فى المنطقة لتظل إسرائيل وحدها دولة نووية منفردة.. لا لأى تقارب عربى يؤدى لتحالف إستراتيجى خصوصا بين مجموعة دول الجوار العربى المحيط بإسرائيل. ورأى الكاتب أن قمة القاهرة الأخيرة بين الرئيس السيسى والعاهل الأردنى وما صدر عنها من تمسك بحل الدولتين كان بمنزلة رسالة عاجلة قبل قمة السيسى وترامب الوشيكة فى واشنطن وينبغى أن تكون أيضا على جدول أعمال القمة العربية المقبلة فى الأردن وإلا فإن المنطقة ستكون على برميل بارود ومن واجب ومسئولية الجميع دعم ومساندة مصر فى مهمة إزالة الألغام التى يقود السيسى كتائبها السياسية والدبلوماسية فى جميع المحافل الدولية. وفي عموده " بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" رأى الكاتب محمد بركات أن الواقع السائد على الساحة العربية الآن، وقبل انعقاد القمة القادمة في الأردن بأيام قلائل، هو واقع غير مضيء في صورته العامة، في ظل ما تموج به هذه الساحة من صراعات، وما يجري في أرجائها من صدامات، وما تعاظم بين دولها من خلافات حادة ظاهرة، وأخري باطنة لا تقل حدة أو احتداما. وتساءل بركات "ماذا ستفعل القمة في ظل هذا الواقع البائس؟!، معربا عن أمله في أن يستطيع القادة، في قمتهم، تصحيح الأوضاع وتجاوز السلبيات وإنهاء الخلافات ووقف الصراعات،...، ولكن ذلك يبقي في نطاق الآمال والتمنيات إلي أن تنعقد القمة ونري ما سيتحقق. وأكد الكاتب أن العرب هم الخاسرون إذا لم يستقيظوا من غفوتهم، ويتغلبوا علي خلافاتهم ويضعوا حدا لكل الصراعات الدامية والحروب المشتعلة علي الأرض العربية حاليا، والتي فتحت الباب واسعا أمام التدخلات الأجنبية وحولت عالمنا العربي إلي ساحة للصراع بين القوي المختلفة الإقليمية والدولية. واختتم بركات مقاله قائلا "تبقي آمال وتمنيات الشعوب العربية معلقة علي ما تستطيع القمة القيام به لتغيير هذا الواقع البائس الذي يفرض نفسه وينشر ظلاله السوداء بطول وعرض الخريطة العربية، ولعل ما يعزز هذه الأمال وتلك الأمنيات وجود الأمين العام الجديد للجامعة أحمد أبوالغيط بكل ما يحمله من خبرة ودأب وحس قومي رائع وقوي". أما الكاتب محمد الهواري فأكد في عموده "قضايا وأفكار" في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "الرقابة الإدارية في مواجهة الفساد" أن الفساد مازال يطل برأسه رغم عشرات القضايا التي ضبطتها الرقابة الإدارية.. مشيرا إلى أنه مازال هناك إهدار للمال العام وانتشار قضايا الرشوة للأسف بين كبار الموظفين من أصحاب الدخول المرتفعة ولكن رجال الرقابة الإدارية بالمرصاد وراء كل فاسد صغيرا أو كبيرا. وأوضح الهواري أن جهود رجال الرقابة الإدارية مستمرة تتعقب الفاسدين في كل مكان لذا فإن القضايا التي يتم ضبطها في معظم المحافظات والمصالح والشركات التابعة للدولة مما يدل على انتشار جهود الرقابة في كل هذه الجهات ومع ذلك مازال بعض الفاسدين مستمرين في تجدد قضايا الفساد واستمرارها ولا يأخذون عظة ممن يتم ضبطهم من فاسدين. وقال "هناك للأسف من يستغلون الثغرات القانونية من أجل التربح والاستيلاء علي المال العام وأمام كل فاسد يتم ضبطه هناك العشرات من الفاسدين يحاولون الهروب ولا يعرفون أن عيون رجال الرقابة الإدارية تتفحصهم وتتبع أعمالهم الشيطانية.. لذا فإن الرئيس السيسي يشدد دوما علي ضرورة القضاء على الفساد ليس في قضايا الرشوة والاستيلاء علي المال العام فحسب بل أيضًا الإهمال والتقاعس عن العمل والإدارات الفاسدة والتهرب من الجمارك والضرائب وسرقة الكهرباء والاعتداء علي مرافق الدولة". واختتم مقاله قائلا: "كل قضايا الفساد يعمل رجال الرقابة الإدارية علي ضبطها وضبط الفاسدين متلبسين وسوف يظل ملف الفساد مفتوحًا إلي أن يتم القضاء عليه تمامًا بفضل جهود رجال الرقابة الإدارية وباقي الأجهزة الرقابية".