مستشار الأمن القومي قد تقدم باستقالته الأمس من منصبه بعد حاله من الهياج في الإعلام الأمريكي على ضوء اتهام مايكل فلينن بالتحدث مع سفير روسيا في واشنطن عن العقوبات التي تم فرضها علي روسيا من قبل إداره باراك أوباما. وقد تصدر الكاركاتير في جريدة واشنطن بوست عن سر العلاقة السابقة للجنرال فلينن مع الدب الروسي فلاديميير بوتين. كما ازدادت في الساعات القليلة السابقة النقض لإدارة ترامب في ظل تصريح سبيسر للإعلام عن ثقة الرئيس دونالد تراني في الجنرال مايكل فليين التي تعقبها بعدة ساعات أن الرئيس يقيم الموضوع مرة أخرى للرد على تحذير وزارة العدل لإدارة إوباما علي خلفيه تخوف للوزارة من وضع الجنرال فليين تحت التهديد الروسي ومحاوله الضغط عليه بالمعلومات الغير كامله التي أدلى بها للإدارة. كما زعمت جريدة واشنطن بوست تورط مايكل فليين في زيارة موسكو في عام 2015 عندما تم استضافته على عشاء بشكل شخصي وجلس بجانب الرئيس بوتين على نفس الطاولة. وبنت اتهاماتها لفليين للعمل لدعم الرئيس بوتين في واشنطن مع الإدارة الأمريكية الحاليّة. ومن وجهة نظري اعتقد أن الجنرال فليين كان ولابد أن يتوخيً الحذر من إدارة أوباما التي لم تجعل تسليم السلطة بالشكل السلس المطلوب والمزعوم من جانب أوباما، كما كان عليه أيضا عدم الانخراط في اي محادثات عن العقوبات التي تمت من أوباما لاستقرار روسيا ومحاوله الأخير إشعال النار في العلاقات الروسية الأمريكية أيام معدودة قبل خروجه من البيت الأبيض. فكما ذكرت في حديثي في مؤتمر "فصل جديد في العلاقات المصريه الأمريكية" أن أوباما يتصرف كطالب في المرحلة الثانوية الذي تم طرده من قبل المعلم فعند خروجه من الفصل كان يحاول إحداث أي تلف تعبيرا عن اعتراضه بغلق الباب بقوة والتراشق بالألفاظ مع زملائه أو كسر أقلامه. وبالفعل لولا مكالمة فليين للسفير الروسي لكان رد روسيا علة طرد 35 دبلوماسيا من قبل إدارة أوباما في أيام قليلة قبل خروجه من البيت الأبيض ردا قويا مما كان سيؤدي إلى زيادة التوتر في العلاقات بين واشنطنوموسكو. مما لاشك فيه أن تلك المكالمات في مرحلة تسليم السلطة هى أمر طبيعي جدا بين الإدارة الجديدة والدول الأخرى ولكن المشكلة هنا هى الطعم الذي ألقى به أوباما حتي يصطاد دونالد ترامب حيث كان من المفروض والمتوقع أن يقوم دونالد ترامب بهذا الاتصال ولكن نظرا لحذر تراني الشديد من اوباما اعتقد انه تم إسناد هذه المهمه للجنرال فلينن الذي تم التضحية به في هذا الوقت العصيب لحماية الإدارة الأمريكية الجديدة بأكملها من التورط في هده الاتهامات التي من راءي هي استفزاز لإدارة ترامب حتي ترتكب اخطاء تعاقب عليها لاحقا عملا بالمثل الشعبي المصري " حبيبك تبلعله الظلط وعدوك تتمناله الغلط" فهارهنا نجد مؤسسات الدولة تكيل بمكيالين حين غضت البصر عن الإيميل الشخصي لهيلاري كلينتون وحذفها لأكثر من ثلاثين الف إيميل يحتوي علي معلومات يهدد الأمن القومي ولكن مكالمة واحدة للسفير الروسي هى القشة التي قسمت ظهر البعير عملا أيضا بالمقولة الشهيرة " أكل 12 كيلو بسوسة لكن حتى قشطة هى اللي زورته " وهو ما نسميه بالكيل بمكيالين. فمن الواضح من أيام السباق الانتخابي وهو ماذكرته في عده مقالات سابقة أن أوباما سخر أجهزة الدولة كلها لدعم كلينتون ابتداء من مكتبة الرئاسي واستخدام طيارة الرئاسة للسفر لدعم كلينتون ومكتب المباحث الفيدرالية الذي رفض إدانه كلينتون في مشكله الإيميل الشخصي والمخابرات المركزية التي رفضت إدانه كلينتون في مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفينز في ليبيا.