قال الناقد المغربي محمد مشبال، إن كتاب "نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطابات"، يناقش مبادئ المنهج البلاغي الحجاجي في تحليل الخطابات، فقد حاول الباحث طوال صفحات الكتاب أن يقدم بلاغة الحجاج باعتبارها منهجًا، أو مقاربة في تحليل النصوص الحجاجية، هذه المقاربة التي تتكئ على أسس نظرية أرسطية الجذور وتقنيات إجرائية تبلورت في البلاغة الجديدة وفي غيرها من الاجتهادات البلاغية الحجاجية المعاصرة، كما تتكئ على أدوات ومفهومات مستعارة من حقول مجاورة تساعدها في مواجهة النصوص وتدقيق التحليل. وأشار مشبال، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، اليوم الإثنين، إلى أن هذا الكتاب هو محاولة لتقديم البلاغة الحجاجية باعتبارها ممارسة تحليلية وتأويلية للخطابات، تساعدنا في فهم ووصف وتقييم بنية الحجاج كما تتحقق فعليا في النصوص. وتابع: "لا حاجة للتذكير بأنه حتى وقت قريب لم تكن الثقافة العربية تملك هذه المعرفة التي تؤهّلها لكي يدبّر المحلل البلاغي حوارا مع خطابات يكتفي في معظم الأحيان بتصنيفها خارج دائرة الخطابات الرفيعة ؛ على هذا النحو أمكنه اليوم بفضل هذه البلاغة إضاءة مناطق مظلمة من تراث خطابي غني، ومناطق مجهولة من خطابات تنسج يوميا في عالمنا المعاصر، نكاد نجهل كلّ شيء عن تفاصيلها وأسرارها". وأكد أنّ الكتاب يدافع عن تصور يدمج التوجّه النظري للبلاغة في سياق توجّه آخر عملي يعكف على تدبّر التحقّقات الفعلية للبنيات الحجاجية؛ أي النظر إلى هذه البنيات كما تفعّلها نصوص وخطابات حيّة.