أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن 22 أسيرًا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون مرض السرطان القاتل بمختلف أنواعه، بعضهم معتقل منذ 15 عامًا، دون أن تقدِّم لهم إدارة السجون علاجًا مناسبًا لحالتهم الصحية سوى المسكِّنات، الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم ويعرِّضهم للموت في أي لحظة. وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" في تقريرٍ بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان الذي يصادف الرابع من فبراير كل عام، بأن الأسرى المُصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، حياتهم مهدَّدة بالخطر؛ نظرًا لأوضاعهم الصحية الصعبة، وعدم تلقِّيهم العلاج المناسب لحالتهم المَرَضية، حيث يقدم لهم الاحتلال ما يُبقيهم أحياء فقط؛ حتى لا يتحمل مسئولية وفاتهم داخل السجون، حيث يعتبر مرض السرطان السبب الأول في استشهاد الأسرى الذين سقطوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمَّد داخل السجون، وكان آخِرهم الأسير الشهيد "ميسرة أبو حمدية" الذي عانى مرض السرطان لسنوات، دون أن يُقدَّم له علاج مناسب، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه حتى استشهد في سجون الاحتلال. معاناة مضاعفة وأشار الأشقر إلى أن مرض السرطان يُعتبر السبب الأول في استشهاد الأسرى داخل السجون الذين سقطوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمَّد، ويعاني الأسرى المُصابون بالسرطان بشكل مضاعَف، ويعيشون بين سِندان الأَسْر وظروفه القاسية، وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كل حقوقهم، وبين مطرقة مرض السرطان الذي لا يجد دواء شافيًا في ظل استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم تقديم العلاج اللازم لهم. وقد تدهورت مؤخرًا بشكل خطير صحة الأسير المُصاب بالسرطان "بسام السايح"، من سكان نابلس، وهو يقبع في مستشفى سجن الرملة، حيث يعانى سرطانًا في الدم والكبد، وأُصيب بقصور حاد في صمامات القلب، ويعاني مشاكل في الرئتين، وصعوبة في التنفس، وحالته الصحية خطيرة جدًّا. كذلك الأسير المُصاب بالسرطان "معتصم طالب رداد"، من سكان طولكرم، وهو يمكث في مستشفى سجن الرملة، حيث بدأ يعاني قصورًا في عمل القلب، والتهابات مزمنة بالأمعاء، ونزيفًا حادًّا ومتواصلًا، وآلامًا شديدة، ما أدى لإصابته بفقر الدم. تدهور مستمر وأشار الأشقر إلى أنه نتيجة عدم توفر علاج مناسب للأسرى المُصابين بالسرطان فإن أوضاعهم الصحية تتراجع بشكل مستمر، حيث تراجعت صحة الأسير "سامي عاهد أبو دياك" 33 عامًا من سكان جنين المحكوم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات، والذى يعاني أورامًا سرطانية في الأمعاء، كذلك تراجعت صحة الأسير المُصاب بسرطان بالأمعاء منذ 4 سنوات "مراد أحمد سعد" (35) عامًا، سكان الأمعري المحكوم عليه ب12 سنة حيث أُجريت له عملية استئصال للأمعاء في مستشفى (سوروكا)، إلا أنَّ الحالة الصحية للأسير تراجعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولا يتلقى سوى المسكِّنات، وأنه ما زال يعاني أوجاعًا شديدة، ونزيفًا متواصلًا مع البراز. بينما لا يزال الأسير "شادي فؤاد قرعان" (30عامًا) من طولكرم، ومحكوم عليه بالسجن 28 سنة، يعاني وضعًا صحيًّا صعبًا نتيجة أورامٍ سرطانية في المحاشم، وأنه لم يحصل على علاج مناسب حتى الآن، وتكتفي إدارة السجون بمنحه المسكِّنات، بينما لا يزال الاحتلال يعزل الأسير المُصاب بالسرطان "موسى صوفان" منذ 3 سنوات متواصلة. آثار تُلاحق المحرَّرين وأكد الأشقر أن الأسرى الذين يُصابون بأمراض السرطان داخل السجن تُلاحقهم آثاره خارج السجن وأدت في كثير من الحالات إلى استشهاد الأسرى بعد التحرُّر، كالأسير "فايز زيدات"، والأسير "زكريا عيسى" الذي استشهد نتيجة معاناته مرض السرطان في سجن الاحتلال بعد إطلاق سراحه بأربعة شهور فقط، وكان آخِرهم الأسير المحرَّر الشهيد "حسن عبدالحليم ترابي" من نابلس، والذي عانى مدة طويلة السرطان، ولم يقدم له علاجٌ مناسب، وحين فقَد الأمل في الشفاء قامت بإطلاق سراحه ليستشهد في مستشفى العفولة بعد 3 أسابيع من إطلاق سراحه بتاريخ 5/ 11/ 2013. ودعا الأشقر كل المهتمين والمعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام، لتسليط الضوء على معاناة الأسرى المُصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط، قبل أن يلقوا حتفهم داخل السجون؛ نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، خاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم، وعدم تقديم العلاج المناسب لهم. وطالب كل المؤسسات والهيئات الدولية، وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة العمل من أجل إطلاق سراح الأسرى المُصابين بالسرطان، والذين يهددهم الموت في كل لحظة؛ نظرًا لخطورة أوضاعهم الصحية.