نامت إلى جوار والدها في غرفته، ولم تكن تعرف أنه لن يستيقظ مرة أخرى، وأنها سترحل معه عن دنيانا بعد أن قرر إنهاء حياته بسبب مروره بضائقة مالية. "ميشيل– ك- ن"، محاسب بسنترال الفيوم، قرر التخلص من حياته، لعجزه عن سداد مبلغ قيمته 160 ألف جنيه اقترضه من أحد البنوك، ولم يتمكن من سداده. قبل قرار الانتحار شنقًا، جمع بناته الثلاث، وأوصاهم بوالدتهن، وأكد لهن أنه سيسافر سفرًا طويلا، ثم خلد إلى النوم وإلى جواره صغيرته "ساندرا"، صاحبة التسعة أعوام. وبعد أن نامت الصغيرة، استيقظ الأب، ليتخذ آخر قرار في حياته، ويعلق نفسه في مروحة الحجرة، دون أن يشعر به أحد. استيقظت الطفلة على مشهد لم تره من قبل، أبوها الذي كان يتحدث معها منذ قليل، لا يرد، تنادي ولا يجيب، لم تدرك ما يحدث حولها، أصيبت على الفور بصدمة عصبية، وسقطت جثة هامدة، لتفارق الحياة هي الأخرى. مريم، الأم المكلومة، لا تجد ما تقوله لرجال المباحث، المشهد كاد أن ينهي حياتها هي الأخرى، ولم تستطع إلا أن تستحضر صورة زوجها وطفلتها، بعد أن أدركت أنها لن تراهما مرة أخرى.