أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن قضايا المنطقة وفي مقدمتها القدس والقضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في العراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب، هي أبرز المحاور التي ستركز عليها هذه القمة العربية المقبلة بعمان. جاء ذلك خلال اجتماع الملك عبدالله الثاني أمس الأربعاء، حسبما أفاد بيان للديوان الملكي الهاشمي اليوم الخميس، مع عدد من رؤساء الوزراء الأردنيين السابقين والشخصيات السياسية في لقاء تناول الشأن المحلي والقضايا الإقليمية والدولية، في إطار الاجتماعات المستمرة التي يعقدها العاهل الأردني مع كبار السياسيين والمسؤولين في الأردن. وشدد العاهل الأردني - خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية بعمان - على أن ما يمر به الأردن من تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية تستوجب من الجميع الوقوف معا لمواجهتها.. مشيدا بدور ووعي المواطن الأردني الأمني، ومشددا على تطوير الإجراءات الأمنية للتعامل بشكل أفضل مع أي تهديد للأمن الداخلي بالمملكة. وأكد الملك عبدالله الثاني أهمية تحقيق المصالحة في العراق، ومساعدته ودعمه خلال القمة العربية المقبلة، لافتا إلى أنه لا يوجد لدينا أجندات في العراق سوى مصلحة شعبه واستقراره. كما أكد أهمية تطور العلاقة بين الولاياتالمتحدة وروسيا خلال الفترة المقبلة لإيجاد حل للأزمة السورية. وتناول الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاء، تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أكد أن الأردن يعمل مع عدد من الأطراف لتحقيق الاستقرار في ليبيا، لافتا إلى أهمية ذلك لمكافحة الإرهاب ودعم الأمن في المنطقة. وبخصوص جهود محاربة الإرهاب وعصاباته، شدد الملك عبدالله الثاني على أن الخوارج يشكلون الخطر الأكبر على المنطقة والعالم. وعن العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لفت الملك عبدالله الثاني إلى أن هناك اتصالات مكثفة خلال الفترة المقبلة مع الإدارة والكونجرس الأمريكي، معربا عن تفاؤله بالبناء على العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة في الفترة المقبلة، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أنه على تواصل مستمر مع موسكو. وحذر الملك عبدالله الثاني من خطر اليأس من العملية السلمية وعدم وجود بدائل لحل الدولتين، مؤكدا أهمية القدس للمسلمين وانعكاسات ما يمس بالوضع الحالي على الأمن والسلام في المنطقة. وفي الشأن الداخلي الأردني، وقال الملك عبدالله الثاني، إن التحدي الاقتصادي هو الأكبر، خصوصا فيما يتعلق بالتصدي لمشكلتي الفقر والبطالة، مشددا على دور القطاع الخاص في توفير فرص العمل والمساهمة في زيادة النمو الاقتصادي، وأهمية تضافر الجهود لتخفيف الأعباء عن المواطنين، ولاسيما الطبقتين الفقيرة والوسطى. وأضاف أن "التحديات على حدودنا الشمالية تتطلب جاهزية من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ولكننا لسنا قلقين حول قدرتنا على التعامل معها".. وعلى صعيد التحديات التي تمر بها المنطقة، أكد العاهل الأردني "أن أولويتنا مصالحنا الوطنية". وضم اللقاء، رؤساء الوزراء الأردنيين السابقين عبدالكريم الكباريتي، والدكتور عبدالرؤوف الروابدة، والمهندس علي أبو الراغب، والدكتور عبداللطيف عربيات، وعبدالاله الخطيب، ونايف القاضي، والمهندس سعد هايل السرور، وبسام حدادين، وعبلة أبو علبة. بدورهم، أعرب رؤساء الوزراء السابقون والشخصيات السياسية التي حضرت اللقاء عن تقديرهم لجهود الملك عبدالله الثاني على الصعيدين الداخلي والخارجي، في تحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين وحرص الملك على الحفاظ على أمن الأردن واستقراره، خصوصا في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات. وأشاروا إلى الدور المهم للملك عبدالله الثاني في دعم القضية الفلسطينية والجهود الهادفة إلى إيجاد الحل العادل والدائم، مثمنين جهوده في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.